في ظل ظروف إنسانية قاسية يمر بها سكان قطاع غزة، أطلقت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" تحذيرًا عاجلًا من كارثة إنسانية متفاقمة تهدد حياة مئات الآلاف من المدنيين، مطالبةً المجتمع الدولي بالتحرك الفوري لإدخال المساعدات والخيام والبيوت الجاهزة للقطاع المحاصر. هذا التحذير يأتي في وقت تتفاقم فيه الأوضاع مع دخول فصل الشتاء، وتدهور أوضاع النازحين الذين يعانون من البرد والجوع والافتقار إلى أدنى مقومات الحياة، في ظل استمرار الحصار والعمليات العسكرية الإسرائيلية.
الأوضاع الإنسانية الكارثية
حذّرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" من تفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، مطالبة بتحرك عاجل وفوري لإنقاذ المدنيين وإدخال المساعدات والخيام إلى القطاع المحاصر.
أكدت الحركة في بيان أن الكارثة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة تفرض تحركاً عاجلاً لإنقاذ المدنيين وإدخال المساعدات والخيام والبيوت الجاهزة، محملة الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن هذا الوضع المأساوي. وقال المتحدث باسم الحركة حازم قاسم إن الكارثة المتصاعدة بعد تساقط الأمطار على الخيام المهترئة والبيوت المدمرة تضع المجتمع الدولي أمام مسؤولية أخلاقية وإنسانية وقانونية غير مسبوقة.
معاناة النازحين مع المنخفض الجوي
تفاقمت المأساة الإنسانية لمئات آلاف النازحين في غزة بعدما أغرقت مياه الأمطار خيامهم الهشة، وتسببت في تدمير ما تبقى لديهم من احتياجات أساسية، حيث تحولت المخيمات إلى برك من الوحل. ووجدت آلاف الأسر نفسها بلا مأوى يحميها من برد الشتاء، في مشهد يجسد حجم المعاناة المتفاقمة التي يمر بها الشعب الفلسطيني في القطاع المحاصر.
نقص حاد في المساعدات والخيام
أكد الدفاع المدني في غزة أنه غير قادر على الاستجابة للعديد من النداءات بسبب نقص الإمكانيات، محذراً من أن ما دخل من مساعدات "لا يتجاوز 15% من الاحتياجات"، في وقت لم تدخل فيه الخيام الجديدة رغم تعرض المخيمات لمنخفض جوي تسبب في تطاير الخيام وغرق بعضها. وقدر المكتب الإعلامي الحكومي نهاية سبتمبر الماضي أن نسبة الخيام التي لم تعد صالحة للإقامة في القطاع بلغت نحو 93% بواقع 125 ألف خيمة من أصل 135 ألفاً.
مطالب بتحرك دولي عاجل
طالبت "حماس" المجتمع الدولي والأمم المتحدة وضامني اتفاق وقف إطلاق النار بالتحرك العاجل لإيصال الإمدادات الإنسانية وتسهيل إدخال البيوت الجاهزة والخيام إلى القطاع. ودعت الحركة إلى رفع مستوى الدعم الميداني والرسمي لضمان حماية مئات آلاف النازحين، وتوفير الحد الأدنى من متطلبات الحياة الكريمة لهم.
استمرار الحصار والعمليات العسكرية
رغم وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر الماضي، لم يشهد واقع المعيشة لفلسطينيي غزة تحسناً في ظل القيود المشددة التي تفرضها إسرائيل على دخول شاحنات المساعدات منتهكة بذلك البروتوكول الإنساني من الاتفاق.
وتواصل قوات الاحتلال عملياتها العسكرية التي شملت قصفاً جوياً ومدفعياً وعمليات نسف للمنازل، خاصة في مناطق شرق خان يونس وشمال رفح.
وأمام هذه الكارثة المتصاعدة، تبرز الحاجة إلى تحرك دولي عاجل يتجاوز التصريحات والوعود، نحو إجراءات فعلية على الأرض لتأمين حياة المدنيين المحاصرين في قطاع غزة، وضمان إدخال المساعدات الإنسانية والخيام والبيوت الجاهزة. إن استمرار التدهور الإنساني في ظل الصمت الدولي والانتهاكات المستمرة من جانب الاحتلال الإسرائيلي ينذر بكارثة أكبر قد لا يكون بالإمكان احتواؤها في المستقبل القريب.

