يشكو مئات العمال في سلسلة متاجر "عرفة ماركت" بمحافظة الفيوم من تدني الأجور وغياب الرقابة الحكومية على تطبيق الحد الأدنى البالغ سبعة آلاف جنيه، رغم تأكيد وزارة العمل تنفيذ حملات تفتيش مكثفة لضبط المخالفين.

ويقول العمال إنهم لم يشعروا بأي تحسن في أوضاعهم منذ إعلان القرار، متسائلين: "أين وزارة العمل من معاناتنا؟ وهل تعلم أصلًا أن مرتباتنا لا تتجاوز ثلاثة آلاف جنيه؟".

 

عمال بلا حد أدنى ولا حقوق

تعمل سلسلة "عرفة ماركت"، وهي واحدة من أبرز الشركات العاملة في قطاع تجارة المواد الغذائية والاستهلاكية بالتجزئة في الفيوم، من خلال عشرات الفروع المنتشرة في أحياء الحواتم، لطف الله، المسلة، الجامعة، والإصلاح، إضافة إلى فرع مركز أبشواي، ويضم كل فرع عشرات العاملين في أقسام مختلفة تشمل الكاشير، المخازن، النقل، والتوصيل.

ورغم ذلك، يؤكد عدد من العاملين، أن متوسط رواتبهم الشهرية لا يتجاوز 3 آلاف جنيه فقط، أي أقل من نصف الحد الأدنى للأجور الذي حددته الحكومة.

يقول أحد العمال، طالبًا عدم ذكر اسمه: "إحنا أكتر من ألف عامل في فروع الفيوم كلها، ومعظمنا بياخد من 2500 لـ 3000 جنيه، رغم إننا بنشتغل 12 ساعة في اليوم بدون أي بدل أو أجر إضافي".

وأضاف أن الإدارة قامت مؤخرًا بزيادة رواتب فئة محددة فقط مثل مراقبي المخزون والسائقين، بعدما لوّحوا بالاستقالة الجماعية:

"الناس دي اتحركت يد واحدة، فخافوا منهم ورفعوا مرتباتهم. لكن إحنا متفرقين في الفروع ومحدش قادر يطالب بحقه".

 

شكاوى بلا استجابة

تقدّم عدد من العمال بشكاوى رسمية عبر بوابة الحكومة المصرية الإلكترونية ضد إدارة الشركة، مطالبين فيها بتطبيق الحد الأدنى للأجور ومحاسبة المسؤولين عن المخالفات، لكن بحسب ما أكده العمال، لم يتم التواصل معهم من أي جهة رقابية حتى الآن.

ويقول أحد العاملين: "قدّمنا شكاوى، ومحدش سأل فينا. بقالنا سنين مفيش تفتيش ولا زيارة من وزارة العمل. يا ترى هما مش عارفين مكاننا ولا مش عايزين يشوفونا؟".

 

12 ساعة عمل بلا مقابل

يتحدث عامل آخر من موظفي الكول سنتر قائلاً: "إحنا بنشتغل حوالي 12 ساعة يوميًا من غير أي أجر إضافي، ومفيش بدل ورديات ولا حوافز. الشغل مرهق جدًا والضغط كبير، ومفيش تقدير".

ويشير إلى أن سوء ظروف العمل أدى إلى ارتفاع معدلات الاستقالة بشكل ملحوظ: "كل شهر بيمشي من 70 لـ 80 عامل بسبب المرتبات والتعب. مفيش استقرار خالص".

كما أوضح أن أغلب العمال يعملون وفق عقود محددة المدة يتم تجديدها سنويًا، ما يجعلهم محرومين من حقوقهم القانونية مثل الإجازات السنوية أو العلاوات الدورية.

 

صوت احتجاج يتصاعد

وتشهد مصر خلال الأسابيع الماضية موجة من الاحتجاجات العمالية في القطاع الخاص للمطالبة بتطبيق الحد الأدنى للأجور وتحسين بيئة العمل.
ففي محافظة الفيوم نفسها، دخل عمال سيراميكا إينوفا (الفراعنة سابقًا) في إضراب عن العمل مطلع الشهر الجاري احتجاجًا على تدني الأجور، قبل أن تنجح الإدارة في كسر الإضراب بالاستعانة بعمالة يومية وتشغيل خطوط الإنتاج مجددًا.

وفي الأسبوع نفسه، نظم عمال وعاملات النادي الأهلي بفروع الشيخ زايد والتجمع ومدينة نصر وقفة احتجاجية للمطالبة بتطبيق الحد الأدنى للأجور.
كما رفع عمال الأمن بمشروع "مدينتي" مذكرة إلى إدارة الشركة يطالبون فيها بوقف تشغيلهم 12 ساعة يوميًا دون أجر إضافي ومنحهم الإجازات السنوية المستحقة.