أثار مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي جدلًا واسعًا، بعد أن خرج أحد الشبان ليروي تجربته الصادمة خلال اختبارات القبول في أحد الأندية المصرية، كاشفًا عن مطالبات مالية وصلت إلى 15 ألف جنيه مقابل فرصة "اللعب فقط"، على حد قوله، في مشهد يلخص معاناة آلاف الشباب الطامحين إلى دخول عالم كرة القدم.
الواقعة التي انتشرت كالنار في الهشيم على منصات التواصل، حملت معها تساؤلات مؤلمة حول الفساد المتغلغل في منظومة اكتشاف المواهب، وما إذا كانت كرة القدم — التي طالما اعتُبرت "لعبة الفقراء" — قد تحولت إلى تجارة مربحة على حساب أحلام البسطاء.
تفاصيل القصة: من اختبار الحلم إلى صدمة الواقع
بدأت الحكاية عندما نشر الشاب مقطع فيديو قصير عبر “يوتيوب شورتس” و”تيك توك”، تحدث فيه بمرارة عن تجربته خلال اختبارات أحد الأندية، مؤكدًا أنه طُلب منه دفع مبلغ 15 ألف جنيه مقابل استكمال الاختبار والانضمام للفريق، وهو ما اعتبره ابتزازًا صريحًا لأحلام الشباب الباحثين عن فرصة عادلة.
وبعد الجدل الكبير الذي أثاره المقطع الأول، عاد الشاب في فيديو جديد ليؤكد صحة ما قاله، موضحًا أن ما اعتقده البعض "مبالغة أو ادعاء" كان واقعًا ملموسًا، وأن بعض المدربين بالفعل يطلبون مبالغ مالية ضخمة تحت مبررات واهية مثل "المصاريف الإدارية" أو "الفرص المضمونة"، بينما الحقيقة — بحسب روايته — أن من لا يدفع لا تُمنح له الفرصة حتى لإظهار موهبته.
تفاعل واسع ودعم من لاعبين ومشاهير
أشار الشاب إلى أن قصته لاقت تفاعلًا كبيرًا من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، بينهم نجوم سابقون في كرة القدم وشخصيات معروفة علّقوا على ما قاله، وأبدوا تضامنهم مع معاناته، معتبرين أن هذه الظاهرة باتت متفشية في عدد من الأندية الصغيرة والأكاديميات التي تستغل شغف الشباب لتحقيق أرباح مالية.
لكن رغم هذا الدعم الواسع والاهتمام الإعلامي، أكد الشاب أنه لم يحقق أي نتيجة حقيقية حتى الآن، موضحًا أنه لم يتلقَّ أي تواصل رسمي من الجهات الرياضية للتحقيق في الواقعة أو رد الاعتبار له ولغيره من المتضررين.
"مفيش كورة في مصر".. رسالة موجعة إلى جيل الأحلام المؤجلة
في ختام حديثه، وجَّه الشاب رسالة مؤثرة إلى الشباب قائلًا: "نصيحة مني.. اهتم بمذاكرتك، مافيش كورة في مصر".
كلمات بسيطة لكنها لخصت حجم الإحباط الذي يعيشه جيل كامل يرى في كرة القدم طوق نجاة من واقع صعب، ليكتشف أن الحلم يحتاج مالًا لا موهبة، وأن العدالة في عالم الرياضة أصبحت تُقاس بالأرقام لا بالأقدام.
تسلط هذه الواقعة الضوء مجددًا على ملف حساس داخل المنظومة الرياضية، وهو ملف اختبارات الناشئين، الذي تحوم حوله منذ سنوات شكاوى عديدة تتعلق بالمحسوبية والوساطة والمطالبات المالية.

