وجّه أستاذ العلوم السياسية المقيم في الخارج، الدكتور مأمون فندي، انتقادًا حادًا لما وصفه بـ"صمت النخب العربية" تجاه ما تشهده غزة من عدوان متواصل، معتبرًا أن العالم بأسره بات يؤمن بحق الفلسطينيين في المقاومة، بينما ما زالت قلة من المتحدثين بالعربية تقف في صف المبرّرين أو الصامتين أمام جرائم الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني.

وقال فندي، في منشور عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس" (تويتر سابقًا):

"آمنَ العالمُ كلُّه بالمقاومة في غزّة، ما عدا حفنةً تتحدّث العربية، ومعهم بعضُ المتطرّفين من اليهود مثل ابن الغفير والأوكراني. حتى بقيّةُ اليهود كانوا أكثرَ تقديرًا للمقاومة، وتعاطفوا ضدّ الإبادة. ما زلتُ أتساءل: ممَّ صُنِعَت تلك الحفنةُ العربية؟"

ويبدو أن تصريحات فندي جاءت في سياق موجة من الانتقادات العربية والدولية للعدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة منذ أكثر من عامين، والذي خلّف عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، ودمّر البنية التحتية للقطاع، وسط صمت رسمي عربي وصفه مراقبون بأنه "غير مبرر أخلاقيًا أو إنسانيًا".
 

تفاعل واسع على المنصات
أثارت تغريدة فندي تفاعلاً كبيرًا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث عبّر آلاف المستخدمين عن اتفاقهم مع رؤيته، مشيرين إلى أن "الحفنة" التي يقصدها تمثل أصواتًا إعلامية وسياسية محدودة تبرّر العدوان أو تساوي بين الجلاد والضحية.

وغرد أحد الناشطين قائلاً: "ما قاله فندي لامس الحقيقة… اليوم من يقف مع المقاومة هم أحرار العالم، بينما بعض العرب اختاروا الصمت خوفًا أو نفاقًا".

بينما كتب آخر: "حتى المثقفون في الغرب باتوا أكثر إنصافًا لفلسطين من بعض مثقفينا الذين يرون العدوان وجهة نظر".

 

خلفية فكرية وسياسية
يُذكر أن الدكتور مأمون فندي يُعد من أبرز الأكاديميين العرب المقيمين في الخارج، وله مؤلفات ودراسات عديدة في الفكر السياسي والإعلامي.
اشتهر بمواقفه النقدية تجاه النظم السياسية العربية، ودعوته المستمرة إلى إعادة تعريف العلاقة بين المثقف والسلطة في العالم العربي، مؤكدًا أن الصمت في القضايا المصيرية يُعد "تواطؤًا أخلاقيًا".