أعلنت هيئة شؤون الأسرى ومكتب إعلام الأسرى، وصول 154 أسيراً فلسطينياً محرراً إلى الأراضي المصرية، تنفيذاً لقرار إبعادهم ضمن صفقة التبادل التاريخية التي أبرمت بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي برعاية مصرية وقطرية وتركية.

من بين هؤلاء الأسرى، برز اسم القائد الأسير محمود العارضة، أحد أبطال عملية “نفق الحرية” التي دوّت أصداؤها عام 2021 بعد نجاحه مع رفاقه في التحرر من سجن جلبوع شديد التحصين، قبل أن يُعاد اعتقالهم لاحقاً. وصول العارضة اليوم إلى مصر حراً أعاد للأذهان ملحمة كسر القيد التي شكّلت نقطة تحول في مسار قضية الأسرى الفلسطينيين.

 

 

صفقة غير مسبوقة

تأتي هذه الخطوة في إطار أكبر صفقة تبادل أسرى منذ عام 2011، حيث تمّ تحرير 250 أسيراً فلسطينياً في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة، من بينهم أسرى محكومون بالمؤبدات والأحكام العالية، إضافة إلى إطلاق سراح 1718 أسيراً من أبناء قطاع غزة الذين اعتقلهم الاحتلال خلال الحرب الأخيرة.

وتتوزع عملية الإفراج على مراحل، حيث تتضمن المرحلة الأولى نقل وإبعاد 154 أسيراً إلى مصر تمهيداً لاستقبالهم في دول عربية أخرى، في حين استقبلت الجماهير الفلسطينية بحفاوة بالغة الأسرى العائدين إلى الضفة وغزة، وسط مشاهد غامرة بالدموع والزغاريد ورفع الأعلام الفلسطينية وصور الأسرى.

 

 

حشود الاستقبال.. مشهد الانتصار

منذ ساعات الفجر الأولى، تجمعت عائلات الأسرى والمواطنون الفلسطينيون على المعابر والميادين العامة في رفح وغزة ونابلس وجنين، استعداداً لاستقبال أحبّائهم بعد سنوات من الاعتقال والمعاناة.
وشهدت مناطق عدة مسيرات جماهيرية ضخمة تحوّلت إلى احتفالات وطنية، حيث علت الهتافات التي تمجد صمود الأسرى وتحيّي المقاومة على إنجازها التاريخي.

ورُفعت في تلك الاحتفالات صور الأسرى المحررين، ولافتات كتبت عليها عبارات مثل: “أحرار رغم السجان” و “الحرية للأسرى جميعاً”. وامتزجت الدموع بالتصفيق والزغاريد في لحظة إنسانية مفعمة بالأمل والانتصار

في المقابل، أفرجت المقاومة الفلسطينية عن 20 أسيراً إسرائيلياً من الأحياء في إطار المرحلة الأولى، بينما تستعد لتسليم رفات أسرى إسرائيليين لقوا حتفهم خلال الحرب.