أعلنت مصادر طبية محلية في مدينة الفاشر بإقليم دارفور بغرب السودان، سقوط 8 قتلى و7 جرحى في قصف شنته قوات "الدعم السريع" على مستشفى الولادة في المدينة. استهدف القصف قسم النساء والتوليد في المستشفى، مما أدى إلى تدمير أجزاء من المباني والمعدات الطبية الحيوية، بحسب ما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية ومصادر صحية.
يأتي هذا الهجوم ضمن مسلسل تصعيد العنف في المنطقة، ما جعل المستشفيات ومرافق الرعاية الصحية عرضة للخطر، وزاد من معاناة المدنيين الذين يعانون نقصاً حاداً في الأدوية والمستلزمات الطبية، وسط توقف شبه كامل للمساعدات الإنسانية المتجهة إلى إقليم دارفور وسكانه الذين يبلغ عددهم نحو 260 ألف نسمة في الفاشر وحدها.
تصاعد المعارك والمواجهات في دارفور
تتواصل المواجهات العسكرية العنيفة بين الجيش السوداني المدعوم بقوى مسلحة مشتركة، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي". شهدت الأسابيع الأخيرة تصعيدًا كبيرًا، حيث نفذ الجيش عمليات إسقاط جوي لإمداد القوات والمواطنين المحاصرين بالمواد الغذائية والذخائر، رغم محاولات قوات الدعم السريع لاستهداف عمليات الإمداد هذه.
وفي الوقت نفسه، كثفت قوات الدعم السريع من هجماتها الجوية عبر طائرات مسيرة على مواقع الجيش وشبكات الإمداد، وتعرضت أحياء مختلفة في الفاشر لقصف مدفعي كثيف تسبب بسقوط قتلى وجرحى بين المدنيين على حد سواء.
الوضع الإنساني المتردي في الفاشر
تعاني المدينة من أزمة إنسانية خانقة، حيث توقف جزء كبير من الخدمات الأساسية مع تعرض عدد من المستشفيات لمخاطر القصف والإغلاق. وأشارت منظمة الصحة العالمية إلى نقص شديد في الأدوية، حتى في مستشفى الولادة الذي يعد الوحيد العامل في المدينة، حيث يستخدم الطاقم الطبي أغطية البعوض لتضميد الجروح.
كما توقفت عدة مطابخ عامة تقدم الطعام للنازحين في مدن المنطقة بسبب استمرار القصف، مما زاد من معاناة السكان الذين أصبحوا يعتمدون على الإمدادات الغذائية المحدودة، مما يهددهم بالمجاعة والفقر المتزايد.
العمليات العسكرية في محاور أخرى
تستمر المعارك في مناطق أخرى من السودان، أبرزها ولاية شمال كردفان، حيث استهدفت مسيرات الجيش رتلًا من عربات الدعم السريع، وأسفرت المواجهات عن مقتل عشرات الجنود من الطرفين.
في المحور الشرقي للفاشر، تسعى قوات الدعم السريع للسيطرة على أحياء جديدة، وتستهدف المواقع العسكرية والمدنية، وسط تقارير عن استخدام متزايد للأسلحة الثقيلة والطائرات بدون طيار. هذه المواجهات تزيد من تعقيد الوضع الأمني وتجعل المدنيين أكثر عرضة للخطر.
تداعيات النزاع الداخلي على المدنيين
يُعرف الصراع في السودان، الذي دخل عامه الثالث منذ اندلاع المواجهات في أبريل 2023، بأنه من أسوأ الأزمات الإنسانية عالمياً. وفق منظمة الأمم المتحدة، فإن النزاع خلف أكثر من 40 ألف قتيل وشرّد 12 مليون شخص، في ظل نقص حاد في الخدمات الأساسية، وانعدام الأمن الغذائي في عدة مناطق.
ارتفاع نسبة القتلى المدنيين، وزيادة تعرض المستشفيات للقصف يعكس خرقًا للقوانين الدولية التي تحمي المدنيين وأماكن تقديم الرعاية الصحية، مما يستدعي تدخل المجتمع الدولي العاجل لوقف التصعيد وضمان حماية السكان.
دعوات دولية لوقف القتال والإغاثة الإنسانية
طالبت الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بوقف فوري لإطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين دون عوائق. كما دعت إلى فتح ممرات آمنة للسكان المدنيين وإتاحة وصول الفرق الطبية والمساعدات الغذائية الضرورية، خاصة في مناطق دارفور وفاشر.
الإغاثة الإنسانية تواجه تحديات كبيرة بسبب استمرار القتال وقطع طرق الإمداد، مما يؤدي إلى تفاقم أزمة النازحين واللاجئين داخليًا وخارجيًا.