شهدت منافسات كأس العالم لكرة القدم للشباب تحت 20 عامًا، المقامة في تشيلي، خيبة أمل للمنتخبات العربية المشاركة، بعدما ودّع منتخبا مصر والسعودية البطولة مبكرًا من الدور الأول، في سيناريو حمل الكثير من الدراما الكروية وأثار موجة من الجدل حول واقع الكرة العربية.
ففي المجموعة السادسة، اصطدم المنتخب السعودي بالشباب النرويجي في آخر مبارياته، حيث انتهت المواجهة بالتعادل الإيجابي (1-1)، ليكتفي “الأخضر” بنقطة يتيمة لم تكن كافية لضمان العبور إلى ثمن النهائي، مكتفيًا بتذيل الترتيب، في نسخة غاب فيها الأداء المقنع والانتصارات.
أما المنتخب المصري، فكان خروجه أكثر قسوة. ففي المجموعة الأولى، نجح “الفراعنة” في تحقيق فوز مثير على أصحاب الأرض تشيلي (2-1) في الجولة الأخيرة، ليحتلوا المركز الثالث برصيد ثلاث نقاط.
ورغم الأداء القوي في المباراة الحاسمة، إلا أن قواعد البطولة قلبت الموازين، بعدما تفوق المنتخب التشيلي بفارق البطاقات الصفراء، ليضمن المركز الثاني، ويُحرم المصريون من الصعود كأحد أفضل منتخبات المركز الثالث في مشهد وصفه متابعون بـ"الدرامي والمؤلم".
وفي باقي المجموعات، فرضت المنافسة نفسها بقوة؛ إذ حسم المنتخب الكولومبي تأهله إلى الدور ثمن النهائي بعد تعادله مع نيجيريا (1-1)، بينما لحق المنتخب النيجيري بدوره بالمتأهلين ضمن أفضل أصحاب المركز الثالث.
أما النرويج، فاستفادت من تعادلها مع السعودية لتخطف بطاقة التأهل وصيفةً للمجموعة السادسة.
ومن أبرز المفاجآت، تأهل منتخب جنوب أفريقيا بعد انتصار ثمين على المنتخب الأمريكي (2-1)، حيث قلب تأخره إلى فوز تاريخي ضمن له بطاقة العبور، في وقت حافظ فيه المنتخب الأمريكي على صدارة مجموعته رغم الخسارة.
ولم يكن المنتخب الفرنسي بعيدًا عن الأضواء، إذ قدم "الديوك الصغار" عرضًا هجوميًا ساحقًا أمام كاليدونيا الجديدة، انتهى بنتيجة (6-0)، ليضمنوا مقعدًا في الدور المقبل كأحد أفضل منتخبات المركز الثالث، موجهين رسالة قوية للمنافسين عن طموحاتهم في البطولة.
ومع إسدال الستار على دور المجموعات، تتباين مشاعر الجماهير بين فرحة المنتخبات المتأهلة وخيبة المنتخبات الراحلة. وبينما تحتفي الجماهير الكولومبية والفرنسية والجنوب أفريقية بإنجازات منتخباتها، يجد المصريون والسعوديون أنفسهم أمام تساؤلات كبرى حول مستقبل الكرة العربية في البطولات العالمية، وضرورة مراجعة خطط إعداد المواهب الشابة لضمان منافسة حقيقية في الاستحقاقات القادمة.