أعلنت وسائل إعلام مصرية أن عملاً درامياً سيُعرض في رمضان 2026 ويتناول ملفّ الدكتور "محمود عزت" القيادي البارز في جماعة الإخوان المسلمين، وتعرضه وسائل إعلام مصرية، التقارير الصحفية ذكرت أن العمل لا يزال في طور الإعداد وأن العنوان النهائي واسم المؤلف والمخرج لم يُعلنا بعد..

الخبر الذي أثار دهشة كثيرين هو الإعلان عن مسلسل درامي جديد في رمضان 2026 عن حياة الدكتور محمود عزت، نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، بطولة مصطفى شعبان وشريف منير.

"محمود عزت" الذي تجاوز عمره 80 عاماً، قضى حياته أستاذاً في كلية الطب، ولم يتقلد أي منصب رسمي في الدولة حتى خلال فترة حكم مرسي، وهو نموذج للقيادات التي فضلت العمل داخل الجماعة دون البحث عن مناصب سياسية.

إنتاج هذا المسلسل يطرح تساؤلات عميقة:

  • لماذا يسخر السيسي ونظامه الدراما لتثبيت حكمه من خلال تمثيل تشويهي؟
  • لماذا يُصور "محمود عزت" كشخصية إرهابية رغم تاريخ الجماعة الوطني وبراعتها في الإدارة السياسية؟
  • هل الهدف هو تزوير التاريخ وتشويه صورة الإخوان لكسب الشرعية؟
  • لماذا لا تتأثر الجماعة بمثل هذه الحملات؟
     

الإخوان المسلمون.. وطنية ونضال صادق
جماعة الإخوان المسلمين عبر تاريخها ظلت رمزاً للوطنية النزيهة، حيث مارست الدعوة الإسلامية والسياسة بكل فخر وعزة، وضحت من أجل دعوتها وآمال وطنها دون كلل أو ملل.

تأسست في عام 1928 على يد مؤسسها الإمام الشهيد حسن البنا، وكانت تسير بخطى ثابتة نحو ترسيخ قيم العدالة الاجتماعية والالتزام الوطني.

لقد ولد أعضاؤها من رحم الشعب المصري وعانوا السجون والملاحقات في سبيل نصرة أوطانهم، لذلك يصعب فصلهم عن تاريخ النضال الوطني المستمر.
 

انتقام وتشويه السيسي من رموز الإخوان
يرى النظام الحاكم أن الجماعة تشكل خصماً سياسياً حقيقياً، ولذلك يقوم باستخدام وسائل الإعلام والدراما لتخويف الجمهور وتشويه صورة الإخوان بوصفهم إرهابيين.

عقب انقلاب 2013 الذي أطاح بأول رئيس مصري مدني منتخب الرئيس محمد مرسي -رحمه الله-، شنت السلطات حملة قمع منظمة ضد الإخوان، اعتقالات بالجملة، وحكمت عليهم بالإعدام والسجن المؤبد، في سياق سياسي أمني صارم.

النظام يروج بأن الإخوان يسعون للانتقام والسيطرة على مصر، بينما الحقيقة أن الجماعة تعرضت لحملة انتقامية ممنهجة من أجل تفكيكها وضرب دورها الوطني.

تصريح السيسي في أكتوبر 2018: "لا مكان للإخوان في مصر طالما أنا في الحكم".
 

المسلسلات السياسية السابقة وتأثيرها
خلال عهدي مبارك والسيسي، تم إنتاج مسلسلات عدة تصوّر الإخوان وأعضائهم بصورة سلبية، منها:

  • مسلسل "الاختيار" بأجزائه، الذي جسد خلاله بطولات الشرطة والأجهزة الأمنية ضد ما يدعيه النظام "الإرهاب".
  • مسلسل "الجماعة" بطولة إياد نصار، تم إنتاجه في أواخر عهد الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك ركزت على تصوير الإخوان كمنظمة إرهابية تستهدف أمن الوطن.

هدف هذه الأعمال كان خلق وعي شعبي معادٍ للإخوان وتحجيم حضورهم في الذاكرة الجماعية، رغم ذلك، لم تحقق هذه المسلسلات الهدف الكامل، حيث استمرت الجماعة وأفرادها في مواجهة القمع بالصبر والتحمل، وعادوا بقوة بعد المحن، الأمر الذي يعكس متانة الصرح التنظيمي وفولاذية الإيمان بالقضية.
 

لماذا لا تتأثر الجماعة بمثل هذه الحملات؟
الإخوان المسلمون بتاريحهم الطويل وفكرهم المنظم لديهم قدرة على الصمود؛ عبر العقود، واجهوا السجون والملاحقات، وخاضوا صراعات سياسية وأمنية، لكنهم أثبتوا قدرة عالية على التنظيم والبقاء حتى في بيئات قمعية.

الإحصائيات تشير إلى أن رغم الملاحقات، الجماعة استطاعت إعادة ترتيب صفوفها داخل وخارج مصر.

تصريحات قيادات اقتصادية وسياسية معتبرة مثل الدكتور مصطفى محمود أشادت بقدرتهم على التعامل مع الأزمات بثبات.

الجماعة تعتبر مقاومتها للأزمات ليست فقط سياسية بل دعوية وروحية، وهذا يمنحها قوة إضافية في مواجهة الضغوط.
 

أرقام وحقائق داعمة للحق الوطني وواقع القمع

  • حصلت الجماعة على 37% من أصوات الناخبين في انتخابات 2011/2012.
  • نسبة البطالة انخفضت في عهد حكومة مرسي من 13.4% إلى 12%.
  • عانت مصر تحت حكم السيسي من تفاقم البطالة إلى 23.8% وارتفاع الدين العام إلى 108% من الناتج المحلي.
  • بيانات تقارير حقوق الإنسان سجلت آلاف الاعتقالات التعسفية ضد نشطاء إخوانيين وصحفيين موالين لهم.


تصريحات من سياسيين وفنانين واقتصاديين

  • الإعلامية شيرين عرفة وصفت نظام السيسي بـ"المجنون الذي يهدر ثروات مصر".
  • الفنان أحمد زكي علّق سابقاً على نزاهة الإخوان في مسيرتهم.
  • الاقتصادي الدكتور حسن نافعة وصف النظام بأنه "مهووس بالانتقام وتدمير المؤسسات الوطنية".

باختصار، مسلسل "محمود عزت" وروايات النظام ممثلة في دراما مضللة هي أدوات سياسية لتمرير السلطة وتزوير التاريخ ضد الإخوان المسلمين، الذين ظلوا خلال تاريخهم الوطني يتعاملون بنزاهة وفخر وأبدوا القدرة على الصمود في وجه الظلم والاستبداد رغم كل محاولات التشويه والانتقام.