تتصاعد المخاوف من سيناريو تهجير الفلسطينيين بعد التصريحات الإسرائيلية الأخيرة التي أشارت إلى "خيار الدلتا" كوجهة بديلة، في الوقت الذي تتكشف فيه خطط عبد الفتاح السيسي التي تركز على سيناء فقط كمنفى قسري للفلسطينيين.
هذا التباين لم يأتِ صدفة، بل يعكس مساومات خلف الأبواب المغلقة، حيث تسعى إسرائيل لإنهاء وجود الفلسطينيين في غزة، بينما يلعب السيسي دورًا بالغ الخطورة في المعادلة.
إسرائيل تلمّح بالدلتا.. والسيسي يقطع الطريق
دوائر إسرائيلية طرحت مؤخرًا فكرة توطين الفلسطينيين في دلتا النيل، مبررة ذلك بالكثافة السكانية في سيناء وصعوبة تأمينها.
لكن القاهرة سارعت إلى رفض هذه الطروحات، ليس حرصًا على السيادة كما يروّج الإعلام الرسمي، بل لأن السيسي، وفق تقارير متعددة، يرى في سيناء منطقة مثالية للتفريغ البشري وتحويلها إلى منطقة عازلة تخدم الأمن الإسرائيلي وتفتح الطريق أمام مشروعاته التوسعية.
مصادر سياسية كشفت أن السيسي تعهّد في أكثر من لقاء دولي بعدم السماح بانتقال الفلسطينيين إلى قلب الوادي أو الدلتا، وأن أي خطة للتهجير ستظل محصورة في شريط سيناء القريب من الحدود.
سيناء.. مشروع التفريغ الكبير
منذ سنوات، تشهد سيناء تغييرات دراماتيكية: هدم منازل، تهجير قسري للأهالي، وإقامة مناطق عازلة.
مراقبون يرون أن ما يحدث ليس مجرد مواجهة للإرهاب كما يزعم النظام، بل تهيئة الأرض لاستقبال الفلسطينيين إذا فُرض الحل بالقوة.
الخبير الأمني سامي الغزالي يقول: "سيناء ليست صدفة.. كل عمليات التهجير التي حدثت هناك جزء من سيناريو طويل الأمد".
ويضيف الباحث الفلسطيني أحمد عوض: "ما يجري اليوم هو تحويل مأساة غزة إلى مأساة سيناء.. الفلسطينيون سيدفعون ثمن صفقات سرية".
الخبراء يحذرون: الأمر ليس إنسانيًا.. بل سياسي وأمني
الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية، يصرح: "الحديث عن فتح ممرات إنسانية عبر سيناء هو ستار لخطة أكبر.. تهجير الفلسطينيين يعني تصفية القضية نهائيًا".
ويؤكد الكاتب الفلسطيني مصطفى الصواف أن: "القبول بسيناء كخيار يعني سقوط الحلم الفلسطيني إلى الأبد.. وهذا ما تريده تل أبيب".
حتى بعض الأصوات القومية في مصر حذّرت من أن هذا المخطط سيتحول إلى قنبلة موقوتة داخل الأراضي المصرية، حيث سيخلق نزاعات ديموغرافية وأمنية لعقود.
الناشط علاء عبد الجواد قال: "من هدم بيوت المصريين في رفح بالأمس سيهدم اليوم بيوت الفلسطينيين ليسكنهم هناك.. إنها خيانة علنية".
فيما قالت الإعلامية علا الشافعي: "السيسي يفاوض على أرضنا ويستعد لتحويل سيناء إلى معسكر لجوء دائم.. من سيحاسبه؟".
تهجير بغطاء "الإنسانية"
بينما يُسوّق النظام المصري أي خطوة لفتح المعابر أو إقامة مناطق استقبال كإجراء إنساني، الحقيقة أكثر قتامة: السيسي لا يريد حماية الفلسطينيين، بل يريدهم بعيدًا عن غزة وفي قلب سيناء، تنفيذاً لرؤية إسرائيلية أمريكية مشتركة لتصفية القضية.
السؤال الحارق اليوم: هل سيقف المصريون والفلسطينيون مكتوفي الأيدي أمام هذه الجريمة؟ أم أن سيناء ستتحول إلى غزة جديدة بأمر من السيسي؟