مشهد أثار صدمة لدى الرأي العام المصري: ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد يقود سيارة فارهة، وإلى جواره عبد الفتاح السيسي في المقعد الأمامي، في لقطة وُصفت بأنها "إعلان إذلال سياسي" وليس مجرد لفتة بروتوكولية.
الصورة التي تم تداولها على نطاق واسع فجّرت موجة من السخرية والانتقادات، واعتبرها كثيرون تجسيدًا لعلاقة التبعية التي يعيشها النظام المصري تجاه داعميه الخليجيين الذين موّلوا انقلاب السيسي عام 2013 وأبقوه في الحكم بمليارات الدولارات.
غضب شعبي وسخرية
منذ اللحظة الأولى لوصول السيسي إلى السلطة، كان الدعم الإماراتي والسعودي حجر الزاوية في تثبيت حكمه سياسيًا واقتصاديًا. التقديرات تشير إلى أن الإمارات وحدها قدّمت عشرات المليارات في صورة مساعدات ومنح وقروض، بل كانت حاضرة في كل خطواته الأولى بعد عزل الرئيس الراحل محمد مرسي.
لهذا يرى محللون أن مشهد السيسي راكبًا بجانب بن زايد ليس بروتوكولًا عاديًا، بل رسالة تؤكد استمرار علاقة التبعية والارتهان المالي والسياسي.
وأشارت هالة " ما هي مفهومة ضمنا.. مين اللي بيقود".
https://x.com/HalaEg251/status/1960473709115744388
واستطرد وائل " أنا الفار بيلعب في عبي،هناك امرٌ جلل يدبر في ليل!!!".
https://x.com/Nayel112840861/status/1960538326769000798
وأكد صاحب مبدأ " رسالة للمصريين انه هو صاحب العزبة"
https://x.com/as_b_k258/status/1960482688156229968
وقال أوني " هو أشترى مصر كلها جات على السيارة يعني"
https://x.com/onnyjl/status/1960494021362454910
وأشار أحمد " واضح كده اللي اتباع من مصر أكبر من اللي باقي لنا فيها !!!"
https://x.com/A7medA32434/status/1960554363778224425
أحد المغردين سخر قائلاً: "اللي دفع الفاتورة له الحق يسوق العربية… واللي ركب ما يفتحش بقه".
موجة سخرية: “من يقود السيارة يقود القرار”
التعليقات الساخرة اكتسحت مواقع التواصل الاجتماعي، وكان أبرزها:
“دي مش لفتة ود… دي صفعة كرامة”.
“لما تكون رئيس جمهورية وراكب جنب السواق اللي بيديك مصروفك”.
“من يقود السيارة يقود القرار… والسيسي مجرد راكب درجة تانية”.
كما انتشرت مقاطع فيديو مركبة وميمات تُظهر السيسي في وضع الراكب دائمًا، بينما يقود الآخرون، في إشارة إلى النفوذ الخليجي في تحديد مسار السياسات المصرية.
خبراء: رسالة إذلال مقصودة
عدد من المحللين اعتبروا الصورة بمثابة صفعة سياسية:
حسن نافعة: “الصورة وحدها تكفي لتلخيص علاقة التابع بالمتبوع، إنها ليست مجاملة بل رسالة محسوبة”.
ممدوح الولي: “المساعدات الخليجية لم تكن بلا مقابل… القرار المصري مرهون بالداعم، والمشهد يكشف الحقيقة بلا رتوش”.
عز الدين فشير: “الصورة رمزية… تذكير للسيسي وللرأي العام بمن يملك خيوط اللعبة”.
“خنوع اقتصادي” أم “شراكة إستراتيجية”؟
التساؤلات اشتعلت: كيف يقبل رئيس دولة بحجم مصر أن يظهر في وضع الراكب بينما يقود الحليف السيارة أمام الكاميرات؟
إحدى التغريدات الساخرة قالت: “دي مش لقطة عادية… ده إعلان إن القرار المصري في جيب اللي بيسوق”.
تعليقات أخرى ربطت بين الصورة والمساعدات الإماراتية منذ 2013: “اللي بيموّل بيحكم… واللي بيستلف يسكت”.
هذا ألقى الضوء مجددًا على فشل السياسات الاقتصادية التي جعلت مصر غارقة في الديون رغم مليارات الدعم، وطرح سؤالًا عن الثمن السياسي الذي تدفعه القاهرة مقابل تلك المساعدات.
كيف قرأها الإعلام العالمي؟
اللقطة لم تمر مرور الكرام في الصحافة الأجنبية. تقارير في مواقع مثل Middle East Eye وThe New Arab وصفت المشهد بأنه "إشارة رمزية إلى ميزان القوة بين أبوظبي والقاهرة"، مشيرة إلى أن الإمارات تستثمر ثقلها المالي لفرض نفوذها في ملفات إقليمية حساسة، من الموانئ إلى الغاز، وأن المشهد يعكس علاقة غير متكافئة بين الطرفين.
بعض التحليلات الغربية ذهبت أبعد، معتبرة الصورة “تذكيرًا للسيسي بأن بقائه في الحكم مرهون بحلفائه الخليجيين”، وهو ما قد يرتبط بصفقات سياسية واقتصادية يجري تمريرها في الوقت الحالي.
صورة عرّت التبعية
المشهد الذي ظهر فيه بن زايد يقود سيارة السيسي لم يكن بروتوكولًا عاديًا، بل إعلانًا صريحًا عن ميزان القوة الحقيقي: السيسي راكب في سيارة يحدد الآخرون اتجاهها. وبينما يحاول الإعلام الرسمي الترويج للعلاقة كرمز “أخوي”، يراها كثير من المصريين رمزًا لـ التبعية والانكسار أمام من دفعوا فاتورة الانقلاب وأبقوه في السلطة. وحتى تتغير موازين القوى، ستظل هذه الصورة شاهدًا على لحظة إذلال سياسي لا ينساها التاريخ.