أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، عن تنفيذ عمليتين ضد قوات وآليات الاحتلال الإسرائيلي في جنوب مدينة غزة، تحديدًا في حي الزيتون.

وقالت الكتائب في بيان لها إنها تمكنت من استهداف دبابة إسرائيلية من طراز "ميركافا" بقذيفة مضادة للدروع من نوع "الياسين 105"، وذلك في محيط مسجد الفاروق جنوبي الحي. وأكدت أن العملية حققت إصابة مباشرة في الدبابة المستهدفة.

ولم تتوقف عمليات القسام عند هذا الحد، إذ أشارت في بيان آخر إلى أن مقاتليها نجحوا أيضًا في تفجير عبوة أرضية شديدة الانفجار بدبابة "ميركافا" أخرى، داخل بيارة أبو مراحيل في ذات المنطقة. وأوضحت أن الانفجار أسفر عن تدمير جزئي للدبابة، ورُصدت بعد ذلك قوات إنقاذ إسرائيلية تحاول التدخل في الموقع لإجلاء الجنود.

 

اعتراف إسرائيلي بالخسائر

في المقابل، أقرّ جيش الاحتلال الإسرائيلي السبت الماضي بمقتل ضابط من لواء "كفير" في صفوفه جنوب خان يونس، وذلك وفق ما نقلته وسائل إعلام عبرية. ويعد هذا الاعتراف جزءًا من سلسلة خسائر بشرية وميدانية اعترف بها الجيش مؤخرًا، رغم محاولاته التقليل من حجم الخسائر في معاركه داخل قطاع غزة.

 

تصعيد المقاومة واستمرار العدوان

تأتي هذه التطورات في وقت تواصل فيه فصائل المقاومة الفلسطينية بمختلف تشكيلاتها استهداف مواقع وآليات وقوات الاحتلال في جميع مناطق القطاع. وتؤكد المقاومة أن هذه العمليات تأتي ردًا على العدوان الإسرائيلي المستمر منذ السابع من أكتوبر 2023، والذي خلّف آلاف الشهداء والجرحى، وأدى إلى تدمير واسع للبنية التحتية في غزة.

ويرى مراقبون أن تكرار استهداف دبابات "ميركافا"، التي تعد فخر الصناعات العسكرية الإسرائيلية وأحد أبرز أسلحة الاحتلال في اقتحام المدن، يحمل دلالات استراتيجية؛ أبرزها إثبات قدرة المقاومة على كسر هيبة هذه الآلية العسكرية، وإرباك تحركات القوات الإسرائيلية في المناطق المستهدفة.

ويؤكد محللون عسكريون أن ما يجري على الأرض في غزة يشبه "حرب استنزاف" مستمرة، حيث تسعى المقاومة إلى تكبيد الاحتلال أكبر قدر ممكن من الخسائر البشرية والمادية، بما يعطل خططه للتوغل والبقاء طويلًا داخل القطاع.