في عملية جسّدت صلابة المقاومة وسط زحام الأحياء، أعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، عن تدمير دبابتين تابعتين للقوات الإسرائيلية باستخدام عبوات أرضية شديدة الانفجار، في منطقة شرق موقع الروضة جنوب حي الزيتون—واحدة من المناطق الأكثر تحصيناً في قطاع غزة.
المقاتلون أكدوا أنهم رصدوا وصول قوة إنقاذ إسرائيلية إلى موقع العملية، لكن الهجوم استكمل أهدافه رغم ذلك، مما يعكس عزيمة القسام على استنزاف العدو معنويًا وميدانيًا.
رسالة المقاومة
ليس الهدف مجرد الإضرار المادي؛ بل زرع الرعب في قلب المواجهة. هذا التكتيك يوجه رسالة مضادة للمساعي الإسرائيلية الرامية إلى إظهار السيطرة: حتى بتحصينها المدرع، تبقى الآلية الإسرائيلية عرضة للقضاء عليها داخل المدينة.
المقاومة بذلك تقول للعالم إن المقاوم لا يعترف بمناطق محصنة، وإن إرادته هي السلاح الأقوى.
الصمود بلا تنازل
في ساحة يقف فيها المدنيون على حدود البقاء والحرب، يثبت هذا العمل أن المقاومة لم تضعف رغم سنوات الحصار والقصف.
هي لا تقاتل للتفكيك فقط؛ بل تثبت وجودها بتكرار القدرة على التخطيط والتنفيذ وسط بيئة مفخخة، بموارد محدودة في الظاهر، لكنها متجددة من روح الشعب.
الردود المحلية والدولية
الساحة الفلسطينية رأته نصراً، يعكس عزة وصلابة، وأن المقاومة لا تزال تتنفس رغم كل الانكسارات والبنى المدمرة.
على المنصات، اعتُبر الهجوم "برسالة شجاعة" إلى القادة في تل أبيب بأن كل تحرك لهم سيلاقي ردًا مؤلمًا.
أما على المستوى الدولي، فغالباً ما يصاحبه صمت إسرائيلي مكتوم—وجود الخبر في الإعلام الرسمي الإسرائيلي محدود أو محاط بالتعتيم—أمام عاملين:
- حماية معنويات الداخل الإسرائيلي.
- منع انتشار مظهر الانهيار أمام أنظار العالم.
المنظور الإستراتيجي
هذه العملية تُعد استمرارًا للسلسلة المتجددة من الهجمات الاستنزافية ضد القوة المتوغلة داخل المدن.
القسام وفصائل المقاومة أظهروا أن غزة لا تزال ميدانًا حيًا للمقاومة النوعية، ليس فقط الدفاع عن الأرض، بل عن النفس والكرامة.
ولا يمكن تجاهل أن هذه العمليات تُظهِر جبهة متماسكة وبؤرة تنظيمية قوية—حتى في ظل انهيار البنى المدنية والتدمير الشامل الذي أصاب القطاع.
المقاومة هنا لا تدمّر فقط الدبابات، بل تقرع طبول تحدي وسط الركام والتضحيات.
وأخيرا تمثل هذه العملية أكثر من مجرد انكسار مدرعتين؛ هي صورة بانورامية لصمود متجدد.
هي ذكرى حية عن أن غزة لا تموت وإن سكت المدافع، فإن قلوب المجاهدين تنبض وتقاتل باسمها.
بهذا الانتصار الرمزي، تؤكد المقاومة أن التوغل الإسرائيلي داخل المدن لن يكون بلا ثمن.
غزة تقول إن القهر لا يرقى، والصلابة لا تنكسر، وتثبت أن إرادة شعب لا تُقهر، حتى في أصعب اللحظات.