كشفت وسائل إعلام عبرية، الأحد، عن إقدام شرطي يخدم في قسم الشرطة بمدينة سديروت جنوب إسرائيل، على إنهاء حياته بسبب أعراض نفسية حادة مرتبطة بتداعيات هجوم 7 أكتوبر الماضي، الذي أسفر عن مقتل وإصابة مئات الجنود والشرطيين.
ووفقًا للمصادر، فإن الشرطي كان يعاني من اضطرابات نفسية شديدة بعد مقتل زملاء له خلال الهجوم، ما دفعه إلى الانتحار.
رقم صادم: 22 حالة منذ بداية 2025
وبحسب التقارير، فإن هذه الحالة ليست الأولى من نوعها، حيث ارتفع عدد المنتحرين في صفوف الجيش الإسرائيلي والأجهزة الأمنية إلى 22 شخصًا منذ بداية العام الجاري (يناير 2025).
هذه الأرقام تأتي وسط تحذيرات متزايدة من تفاقم الأزمة النفسية في صفوف الجنود، بعد أكثر من عشرة أشهر من الحرب على قطاع غزة، والخسائر البشرية الكبيرة التي لحقت بالقوات الإسرائيلية.
أزمة نفسية تضرب الجيش منذ حرب غزة
منذ هجوم 7 أكتوبر الذي شنته المقاومة الفلسطينية، تكبدت إسرائيل خسائر غير مسبوقة، سواء في الأرواح أو المعدات، الأمر الذي انعكس على الوضع النفسي للجنود وأفراد الشرطة.
تقرير لصحيفة يديعوت أحرونوت في وقت سابق أشار إلى أن الآلاف من الجنود عادوا من الجبهة وهم يعانون من اضطرابات ما بعد الصدمة (PTSD)، في حين يخضع مئات آخرون للعلاج النفسي في مراكز متخصصة، وسط انتقادات للحكومة الإسرائيلية بعدم توفير الدعم الكافي.
الخبير النفسي الإسرائيلي موشيه فيلدمان صرح في مقابلة مع إذاعة الجيش قائلاً: "المؤسسة الأمنية الإسرائيلية لم تكن مستعدة لموجة الاضطرابات النفسية التي نشهدها اليوم. الضغوط المستمرة والخسائر الكبيرة أدت إلى ارتفاع معدلات الانتحار، وهناك خشية من تزايد الأعداد إذا لم يتم التدخل بشكل عاجل".
اتهامات للحكومة بالفشل في الرعاية النفسية
يواجه وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير وقيادة الشرطة الإسرائيلية انتقادات لاذعة من عائلات الجنود والشرطيين، الذين يتهمون السلطات بالتقصير في تقديم الدعم النفسي اللازم.
ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي في إسرائيل وصفوا الظاهرة بأنها "كارثة صامتة"، مشيرين إلى أن عدد حالات الانتحار قد يتجاوز قتلى بعض العمليات العسكرية إذا استمر الإهمال.
انعكاسات داخلية خطيرة
المحلل العسكري ألون بن دافيد حذر في مقال له على قناة 13 الإسرائيلية من أن هذه الظاهرة تهدد تماسك المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، موضحًا أن: "الجيش يعاني من أزمة ثقة داخلية، وفقدان الروح المعنوية، وتزايد حالات الانتحار هو مؤشر على أن القيادة لم تدرك حجم الضغط النفسي الواقع على الجنود منذ أشهر".
مؤشرات لمزيد من التدهور
تقارير طبية حديثة في إسرائيل تؤكد أن نحو 15 ألف جندي إسرائيلي تلقوا علاجًا نفسيًا منذ اندلاع الحرب، وأن هناك قوائم انتظار طويلة للحصول على جلسات الدعم النفسي، ما يعني أن الأزمة مرشحة للتفاقم خلال الأشهر المقبلة.