أطاحت شركة "المتحدة للخدمات الإعلامية"، المملوكة للمخابرات العامة، بثلاثة من أبرز وجوه الإعلام الحواري الموجه: إبراهيم عيسى، وخيري رمضان، ولميس الحديدي، دون سابق إنذار أو تبرير رسمي.

وبينما تلقّى جزء من الجمهور هذا القرار بالترحيب، خاصة في الأوساط الدينية والوطنية التي طالما اتهمت هؤلاء الإعلاميين بإثارة الجدل والإساءة إلى الثوابت الدينية أو التقارب مع سرديات إسرائيل، أثار التوقيت وطريقة الإطاحة العديد من التساؤلات حول دوافع هذا التغيير المفاجئ، خاصة أنه جاء قبل انتهاء الدورة الإذاعية الصيفية المتعارف عليها.

 

نهاية غير معلنة لعصر إعلاميين مثيرين للجدل
وفقاً لمصادر مطلعة قررت قناة "القاهرة والناس" إنهاء التعاقد مع الإعلامي والصحافي المثير للجدل إبراهيم عيسى، أحد أبرز الأصوات الإعلامية في مصر خلال العقدين الأخيرين، في هدوء ومن دون إصدار أي بيان رسمي، القرار تم، بحسب المصادر، بـ"رضا الطرفين"، إلا أنه يشكّل ضربة قوية لعيسى، الذي اعتاد الظهور الدائم والتأثير في الرأي العام.

وكان من المقرر أن يحصل فريق عمل برنامجه على إجازته السنوية خلال شهري يوليو وأغسطس على أن يعود في سبتمبر غير أن قرار الإنهاء أغلق الباب نهائياً، على ما يبدو، أمام هذه العودة.

ويُذكر أن عيسى بدأ في الأشهر الأخيرة الابتعاد تدريجياً عن المنصات الرسمية، حيث أطلق قناة على "يوتيوب" في مايو الماضي، نشر عبرها محتوى اتسم بنقد غير مباشر للسياسات الحكومية، وهو ما فُسّر على أنه محاولة لتأسيس "منبر مستقل"، بعد سنوات من ارتباطه بالخطاب الإعلامي الموجَّه.

 

خط تحريري مأزوم ومواقف مثيرة للريبة
عُرف إبراهيم عيسى بجرأته التي تخطّت أحيانًا الخطوط الحمراء، وتجاوزها في كثير من الأحيان إلى استفزاز شرائح واسعة من المجتمع.

هاجم بحدة الفكر السلفي والفقه السني، وطرح أطروحات دينية مثيرة للجدل.

كما كان من بين القلائل الذين انتقدوا علناً حركات المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها "حماس"، بمواقف تقاربت، إلى حد التطابق، مع الرؤية الإسرائيلية، ما أثار تساؤلات عديدة حول الدور الحقيقي الذي يؤديه في المنظومة الإعلامية الرسمية.

 

خيري ولميس.. المصير ذاته
بالتوازي مع الإطاحة بعيسى، أفادت المصادر أن برنامج الإعلامي خيري رمضان على قناة "القاهرة والناس" مهدّد هو الآخر بالتوقف، في إطار ما سمّته القناة بـ"إعادة ترتيب الأولويات"، دون توضيحات رسمية، وسط أنباء عن تغييرات أخرى تطال محتوى القناة وطريقة معالجتها للملفات السياسية والاقتصادية.

أما الإعلامية لميس الحديدي، التي كانت من أبرز الوجوه في شبكة قنوات "ON"، فقد أنهت القناة تعاقدها معها في صمت، رغم أنه كان من المفترض أن تبدأ إجازتها الصيفية الشهر المقبل. وأعلنت الشركة المتحدة فقط عن "عدم تجديد التعاقد"، ما فسّره البعض كإقالة مغلّفة بغطاء مهني.