في 3 يوليو 2013، قاد الفريق أول عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع آنذاك، انقلابًا عسكريًا أطاح بالرئيس المنتخب محمد مرسي، وعطّل العمل بدستور 2012، وعيّن المستشار عدلي منصور رئيسًا مؤقتًا للبلاد.

 

تصريحات السيسي في ذكرى الانقلاب.. ترسيخ للعسكرة والتبجح

في الذكرى السنوية لانقلاب 2013، استغل عبد الفتاح السيسي المناسبة لتوجيه رسائل تعكس تبجحه وتأكيده على الدور العسكري في حكم مصر، تصاعدت خطاباته التي تبرز القوة العسكرية كعنصر أساسي للحفاظ على النظام والاستقرار، مع تجاهل واضح لأي نقاش سياسي أو مدني، هذه التصريحات تعزز من عسكرة الدولة وتكرس من هيمنة المؤسسة العسكرية على مفاصل الحكم، مما يبعد البلاد عن المسارات الديمقراطية.

 

القمع الأمني وفض الاعتصامات..

بعد الانقلاب، شهدت مصر موجة قمع عنيفة ضد مؤيدي مرسي، خاصة في فض اعتصامات رابعة العدوية والنهضة في 14 أغسطس 2013، وفق وزارة الصحة المصرية، بلغ عدد شهداء فض اعتصامي رابعة والنهضة 578 شخصًا، بينما قدرت منظمات حقوقية مثل هيومن رايتس ووتش عدد القتلى بـ904، ووصفته بأنه من أكبر مجازر قتل المتظاهرين في يوم واحد في التاريخ الحديث.

كما تم اعتقال المئات من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، وتعرضت البلاد لموجة من العنف والعمليات الانتقامية ضد مؤيدي الرئيس المعزول.

كما أثارت هذه التصريحات غضبًا واسعًا بين المعارضين للانقلاب العسكري الذين يرون فيها ترسيخًا للعسكرة وقمعًا للحريات، خاصة في ظل حملات الاعتقال الواسعة التي تلت احتجاجات مثل حراك 20 سبتمبر 2019، والتي شهدت توقيف آلاف من النشطاء والسياسيين والصحفيين.

 

الدعم الدولي والإقليمي.. مواقف متباينة

ردود الفعل الدولية على الانقلاب كانت متباينة، حيث دعم معظم القادة العرب أو اتخذوا موقفًا محايدًا، باستثناء قطر وتونس اللتين أدانتا بشدة الانقلاب.

الولايات المتحدة تجنبت وصف الانقلاب بهذا المصطلح، في حين علّق الاتحاد الأفريقي عضوية مصر وفق قواعده التي تمنع الانقلابات العسكرية.

هذا الدعم أو الحياد الدولي ساهم في ترسيخ حكم السيسي بالقوة والقمع والقتل والمطاردة رغم الجدل والانتقادات.

 

حركة تمرد ودور الإعلام في التمهيد للانقلاب

قبل الانقلاب، تأسست حركة تمرد في أبريل 2013، ودفعت هذه الحركة بمظاهرات شكلية في 30 يونيو التي شكلت الغطاء الشعبي للانقلاب.

الإعلام الرسمي والتابع للدولة لعب دورًا في الترويج لهذه الحركة وتبرير الانقلاب، مع تجاهل أو قمع الأصوات المعارضة، مما ساهم في خلق مناخ سياسي مهيأ للعسكرة والسيطرة العسكرية.

تجدر الإشارة إلى أن حركة تمرد كانت مدعومة وممولة من جهات مرتبطة بجهاز المخابرات العامة المصرية ودولة الإمارات، وقد واجهت انتقادات أطراف أخرى اتهمتها بالتحريض على العنف والتحالف مع فلول النظام السابق، كما شهدت الحركة لاحقًا انشقاقات واتهامات بالفساد بين أعضائها، مما أضعف من مصداقيتها في بعض الأوساط.

 

مصر ما بعد الانقلاب.. عسكرة مستمرة وسيطرة مطلقة

منذ الانقلاب وحتى اليوم، واصلت مصر تحت حكم السيسي تعزيز الطابع العسكري في إدارة الدولة، السيسي، الذي أصبح رئيسًا رسميًا في يونيو 2014، يعتمد على المؤسسة العسكرية كقاعدة حكمه، مع استمرار القمع السياسي، وتقييد الحريات، وغياب المساءلة، هذا الواقع يعكس تحول مصر إلى دولة عسكرية أكثر منه دولة مدنية ديمقراطية، مع ترسيخ تبجح السيسي في خطاباته وتصرفاته.