صعّد وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير، الخميس، هجومه على قناة “الجزيرة” القطرية، داعيًا الإسرائيليين إلى الإبلاغ عن أي شخص يشاهد القناة داخل البلاد، واصفًا إياها بأنها “تهديد مباشر لأمن الدولة”.

والعام الماضي، أغلقت السلطات الإسرائيلية مكاتب القناة، وصادرت معداتها بزعم “الإضرار بالأمن القومي”.

وتأتي تصريحات بن غفير في سياق حملة متواصلة تستهدف وسائل الإعلام الأجنبية، شملت أيضًا قنوات أخرى. فقبل أيام، داهمت الشرطة الإسرائيلية مقار إقامة طواقم قنوات تلفزيونية في مدينة حيفا، من بينها قناة “TRT عربي” التركية، وقناة “الغد”، وصادرت معداتها، تنفيذًا لأوامر مباشرة من بن غفير، الذي طالب بمنع البث المباشر “الذي قد يكشف مواقع حساسة”.

في السياق أفادت القناة 12 الإسرائيلية بأن الشرطة اعتقلت أحد المصورين بزعم أنه يصور لقناة الجزيرة.

وكانت الحكومة الإسرائيلية قد أقرّت قانونًا يسمح لرئيس الوزراء ووزير الاتصالات بإغلاق أي وسيلة إعلام أجنبية بحجة “الإضرار بأمن الدولة”، وهو ما اعتبرته منظمات حقوقية وصحافية محلية ودولية قمعًا لحرية التعبير وتقييدًا لعمل الصحافة المستقلة.

وأطلقت إيران صباح الخميس دفعة صواريخ ومسيرات جديدة باتجاه مناطق واسعة من إسرائيل هي الأكبر خلال 48 ساعة، مما أسفر عن إصابة 137 شخصا على الأقل، وتسبب بدمار واسع داخل تل أبيب من بينها مقر البورصة.

ويشهد الداخل الإسرائيلي جدلا واسعا حول حقيقة الخسائر التي تكبدتها إسرائيل نتيجة الهجمات التي تشنها إيران في العمق الإسرائيلي، وسط اتهامات للحكومة والجيش بتعمد التعتيم، وظهور أصوات تشكك في قدرتهما على حماية المدنيين ومنع تصاعد الهجمات الإيرانية.

ومنذ بدء المواجهة الجارية مع إيران قبل نحو أسبوع، تفرض إسرائيل تعتيما على المواقع المستهدفة بصواريخ إيرانية، وسبق أن اعتبرت الجبهة الداخلية التابعة للجيش أن نشر فيديوهات لتلك المواقع يعد مساعدة للعدو (إيران) في خضم القتال.

وفتحت الشرطة الإسرائيلية، مساء الاثنين تحقيقا ضد أشخاص صوروا منطقة ميناء حيفا (شمال)، بعد استهدافها بصواريخ إيرانية، بينما دهمت قواتها مواقع إقامة فرق قنوات تلفزيونية في حيفا أيضا.

ومنذ فجر الجمعة، بدأت إسرائيل، وبدعم ضمني من الولايات المتحدة، هجوما واسعا على إيران، سمته "الأسد الصاعد" وقصفت خلاله منشآت نووية وعسكرية بمناطق مختلفة، واغتالت قادة عسكريين بارزين وعلماء نوويين، كما استهدفت مقار مدنية وسيادية من بينها مبنى التلفزيون الرسمي.

ومساء اليوم نفسه، بدأت إيران عملية سمتها "الوعد الصادق-3″ للرد على هذا الهجوم بسلسلة من الضربات الصاروخية الباليستية والمسيّرات، أدت وفق المصادر الإسرائيلية حتى الآن إلى مقتل عشرات الإسرائيليين وإصابة المئات، فضلا عن أضرار مادية كبيرة طالت مباني ومركبات في تل أبيب وحيفا وعدد من المدن.

وفي آخر الإحصاءات، أعلنت القناة 12 الإسرائيلية اليوم أن الصواريخ الإيرانية منذ بدء الحرب في 13 يونيو الجاري أدت إلى مقتل 24 وإصابة 838، وتسببت بإجلاء نحو 5 آلاف شخص من منازلهم.