في اليوم السادس من الحرب المفتوحة بين إسرائيل وإيران، لا تقتصر المعركة على صواريخ وطائرات مسيّرة؛ بل تمددت إلى داخل الهواتف المحمولة، ومواقع الطاقة، ونفوس المدنيين في تل أبيب وطهران.

فقد كشفت تطورات الساعات الأخيرة عن تصعيد إيراني ممنهج في الحرب النفسية، إلى جانب المواجهة العسكرية المباشرة التي تشهد تصعيدًا متسارعًا ينذر بانخراط أطراف إقليمية ودولية أكبر في أتونها.
 

ذعر في الداخل الإسرائيلي.. رسائل تهدد الثقة
   يعيش الشارع الإسرائيلي حالة من القلق المتفاقم بعدما أفادت "الجبهة الداخلية" بأن آلاف الإسرائيليين تلقوا مكالمات ورسائل نصية مشبوهة تطلب منهم عدم التوجه إلى الملاجئ أثناء سماع صفارات الإنذار.

وحذّرت السلطات من أن تلك الرسائل "جزء من حملة نفسية معادية تهدف إلى زعزعة الأمن الداخلي"، ووجهت أصابع الاتهام إلى إيران أو وكلائها الإلكترونيين.

هذه الحملة غير التقليدية جاءت متزامنة مع تصعيد ميداني، لتفتح جبهة حرب نفسية معقدة تُربك القرار الشعبي، وتضعف ثقة الجمهور الإسرائيلي بمنظومته الأمنية.
 

"سونول" في مرمى الاستهداف.. والقلق يتصاعد
   وسط حالة الهلع، ارتفع اسم شركة "سونول"، إحدى كبرى شركات توزيع الوقود في إسرائيل، إلى صدارة مؤشرات البحث على "جوجل"، إثر تداول أنباء عن إمكانية استهدافها من قبل طهران، خاصة بعد القصف الإيراني الأخير الذي طال مصفاة حيفا وألحق بها أضراراً جسيمة.

ويخشى مراقبون من أن تتحول شركات الطاقة والنقل إلى أهداف مباشرة في الحرب، ما يهدد الأمن الاقتصادي الإسرائيلي ويزيد الضغط على الحكومة التي تواجه بالفعل عجزًا في التهدئة الداخلية.

وتقول إسرائيل إن عمليتها العسكرية التي أطلقت عليها اسم "الأسد الصاعد" تستهدف القدرات النووية والعسكرية الإيرانية لمنعها من امتلاك سلاح نووي.

بينما تؤكد طهران أنها سترد على كل هجوم، وقد أعلن الحرس الثوري أنه استخدم صواريخ "فتاح" فوق الصوتية التي يصعب على الدفاعات الجوية الإسرائيلية اعتراضها، متوعدًا باستمرار الهجمات ما دام القصف الإسرائيلي قائمًا.
 

مواجهات داخل إيران.. واتهامات للموساد
   بموازاة الجبهة الخارجية، أعلنت السلطات الإيرانية أنها أحبطت سلسلة من العمليات "الإرهابية" داخل البلاد، واتهمت عناصر مرتبطة بالموساد بالوقوف وراءها.

وذكرت وكالة "مهر" أن اشتباكًا وقع بين قوات الأمن الإيرانية ومجموعة مسلحة في مدينة ري جنوبي طهران كانت تخطط لهجمات على مناطق مزدحمة.

فيما أعلنت وكالة "فارس" اعتقال خمسة أشخاص في مدن خرم آباد وبروجرد ودورود بتهم التخابر مع إسرائيل.

وكشف الحرس الثوري عن تفكيك شبكة في مدينة الزرندية وسط إيران، بينما أكدت الشرطة إسقاط 14 طائرة مسيرة في طهران وأصفهان والبرز، وضبط ورش تصنيع المسيّرات والمتفجرات.
 

ترامب يدخل على الخط: "نعرف مكان خامنئي"
   وفي موقف لافت، صعّد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب لهجته تجاه إيران، داعياً طهران إلى "استسلام غير مشروط"، مهددًا باغتيال المرشد الإيراني علي خامنئي.

وفي منشورات على منصته "تروث سوشال"، قال ترامب: "نعرف مكانه بدقة، وهو هدف سهل… لكننا لن نقضي عليه الآن"، مؤكداً أن "صبرنا ينفد".

ويُنظر إلى هذه التصريحات كرسالة ضغط على إدارة بايدن، وسط مؤشرات إسرائيلية على أن واشنطن قد تتدخل عسكريًا لصالح إسرائيل، خاصة بعد تهديد طهران باستهداف القواعد الأميركية في الشرق الأوسط إذا تدخلت الولايات المتحدة مباشرة.
 

مخاوف من اتساع رقعة الحرب
   تشير تحليلات عسكرية إلى أن الحرب قد تتسع لتشمل جبهات إقليمية جديدة، مع احتمالية دخول الحوثيين في اليمن، وحزب الله اللبناني، وفصائل مسلحة موالية لإيران في سوريا والعراق على خط المواجهة.

وهو ما ينذر باندلاع حرب إقليمية واسعة، قد تمتد تأثيراتها لتشمل الأمن البحري، وأسواق الطاقة العالمية، واستقرار المنطقة بأسرها.