تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، إغلاق جميع محافظات الضفة الغربية والطرق المؤدية إلى المسجد الأقصى، لليوم الثاني على التوالي.

وأفادت مصادر محلية فلسطينية أن الاحتلال إغلق مداخل جميع القرى والمدن من شمال الضفة إلى جنوبها بالحواجز الحديدية، والسواتر الترابية وإغلاق الحواجز.

ويؤدي الإغلاق المستمر لمدن الضفة إلى صعوبة بالغة أو استحالة في نقل الحالات المرضية إلى المستشفيات والمراكز الصحية.

وبدأ الاحتلال بإغلاق الضفة الغربية، أمس، بعد العدوان الذي شنه على إيران وقبيل بدء الرد الإيراني.

الأقصى والقيامة مغلقان

في مدينة القدس، التي اعتادت أن يعلو فيها صوت الأذان من مآذنها، وتصدح خطبة الجمعة في أزقة البلدة القديمة، وترتفع فيها أجراس الكنائس كل صباح جمعة، أُغلقت أبواب المسجد الأقصى وكنيسة القيامة أمام المصلين والحجاج، فيما خلت شوارع البلدة القديمة وأُغلقت أسواقها، جاء ذلك عقب إعلان حالة الطوارئ في البلاد، إثر الضربة الإيرانية، لتُفرغ الأماكن المقدسة من روّادها، وتتحول القدس إلى ثكنة عسكرية، لليوم الثاني على التوالي.

 

مشهد الأقصى المغلق، والقيامة الصامتة، أعاد إلى الأذهان أيام جائحة كورونا، حين فُرضت القيود على دخول المصلين والحجاج، كما استحضر مشاهد الأيام الأولى من الحرب على قطاع غزة، المستمرة منذ أكتوبر 2023. وبينما يسود الصمت المدينة، يسكن القلق كافة تفاصيلها.

من الداخل الفلسطيني، شدّ عشرات المصلين الرحال إلى الأقصى منذ الفجر، لكنهم فوجئوا بإغلاق أبوابه. أحد المصلين من بئر السبع قال: "جئت مع عائلتي لصلاة الفجر والظهر في الأقصى، تم منعي عند باب الأسباط، بقينا في محيطه حتى جاءت قوة عسكرية وأبعدتنا، ثم جاءت قوة ثانية وأخرجتنا من داخل أسوار البلدة القديمة… ومع ذلك، لم أغادر. صليت الفجر والظهر والعصر على عتباته. لنا الأجر كما لو صلّينا داخله، فالأقصى عقيدة، ولن نتخلى عنه مهما كان."

تواصل الاعتقالات

واعتقلت قوات الاحتلال منذ الليلة الماضية 14 فلسطينياً من مختلف مناطق الضفة بعد اقتحام منازلهم وتخريب محتوياتها.

وأفادت وفا باعتقال فلسطينيين من بلدة دير الغصون شمال طولكرم، بينهم الأسير المحرر عبد الرحمن فهمي زيدان (65 عاماً)، كما اعتقل جيش الاحتلال 4 فلسطينيين من محافظة نابلس، بعد عملية اقتحام لمخيم عسكر القديم شرق المحافظة.

وأفادت مصادر محلية لوفا بأن قوات الاحتلال اقتحمت مدينة قلقيلية، وداهمت منازل أسرى محررين، واعتقلت 4 فلسطينيين عقب تفتيش منازلهم وتخريب محتوياتها.

حصار وإجراءات مشددة

وتزامن ذلك مع تشديد الاحتلال الإجراءات والحصار بالضفة الغربية على خلفية تصاعد الهجمات المتبادلة مع إيران.

وواصلت قوات الاحتلال إغلاق المدخل الشرقي لمدينة قلقيلية، إلى جانب مداخل القرى الواقعة شرق المدينة، ومنعت تنقّل المواطنين، كما أطلقت الرصاص الحي تجاه أي مواطن يحاول الاقتراب من الحواجز أو السير على الأقدام قربها.

وقالت مصادر محلية لوفا إنّ قوات الاحتلال اقتحمت بلدة رمانة غرب جنين، وداهمت ثلاثة منازل وفتشتها، وحطمت محتوياتها، وأجبرت عائلة فلسطينية على مغادرة منزلها وحوّلته إلى ثكنة عسكرية.

ونشرت قوات الاحتلال قوات مشاة في شوارع البلدة، كما اقتحمت بلدة عانين غرب جنين، وداهمت عدداً من المنازل وأجبرت سكانها على إخلائها وحوّلتها إلى ثكنات عسكرية.

كما اقتحمت قوات الاحتلال بلدة جلبون شرق جنين، واستولت على منزل وحوّلته إلى ثكنة عسكرية. وشهد مخيم جنين استنفاراً لجنود الاحتلال الموجودين فيه، وسُمع إطلاق للرصاص الحي تجاه عمارة القنيري في محيط المخيم.

يأتي ذلك فيما يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على مخيمات وطولكرم ونور شمس (شمال). وقالت وفا إنّ جرافات الاحتلال واصلت هدم المباني السكنية وسط مخيم طولكرم، لليوم الثامن توالياً.

كما يواصل الاحتلال فرض حصار مطبق على مخيمَي طولكرم ونور شمس ومحيطهما، حيث تنتشر فرق المشاة في الأزقة والحارات والمداخل، وتمنع الأهالي من الوصول إلى منازلهم، مع إطلاق النار المباشر على كل من يحاول الاقتراب.

وما زالت قوات الاحتلال تحوّل شارع نابلس إلى ثكنات عسكرية عبر مواصلة استيلائها على عدد من المباني السكنية فيه.

وصباح اليوم السبت، أغلقت قوات الاحتلال مدخلي المدينة الشرقي والجنوبي، وشددت إجراءاتها على الحواجز، ومنعت المركبات من المرور.

هجمات المستوطنين

في سياق متصل، أفاد المشرف لمنظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو، حسن مليحات، في تصريح لوفا اليوم السبت، بأن مستوطنين انتشروا بين مساكن المواطنين في تجمع شلال العوجا شمال مدينة أريحا، وتحديداً في منطقة العمريين، في اعتداء استفزازي ومتكرر، وأطلقوا أغنامهم بينها.

وأضاف مليحات أن المستوطنين سقوا كذلك أغنامهم من خزان المياه التابع للتجمع، في وقت يتحمل فيه المواطنون تكلفة صهاريج المياه على نفقتهم الخاصة، نظراً إلى عدم وجود شبكة مياه منتظمة، وحاولوا تخريب مصادر المياه في المنطقة.

وتصعد قوات الاحتلال من انتهاكاتها واقتحاماتها لمدن الضفة الغربية منذ انطلاق معركة "طوفان الأقصى" في السابع منأكتوبر عام 2023، بالتزامن مع عدوان واسع ومدمر على قطاع غزة أدى إلى استشهاد وإصابة عشرات آلاف الفلسطينيين معظمهم من النساء والأطفال.