واصلت إسرائيل حرب الإبادة الجماعية بحق سكان قطاع غزة في يومها الـ612، وسط تصعيد غير مسبوق في القصف الجوي والبري، ومجازر متتالية بحق المدنيين، إضافة إلى تعمّق الأزمة الإنسانية التي دفعت مئات الآلاف إلى حافة المجاعة، في ظل منع تام لإدخال المواد الغذائية الأساسية منذ أكثر من ثلاثة أشهر.
يأتي هذا التصعيد بعد 83 يومًا من استئناف الهجوم العسكري الشامل على القطاع، والذي انطلق عقب تنصّل رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو من اتفاق وقف إطلاق النار، مدعومًا بغطاء سياسي وعسكري أمريكي، وتواطؤ دولي ترك أكثر من مليوني فلسطيني فريسة للحصار والجوع والموت.
عشرات الشهداء خلال ساعات
في الساعات الأولى من يوم الإثنين، أفادت وزارة الصحة في غزة أن المستشفيات استقبلت ما لا يقل عن 41 شهيدًا جراء سلسلة من الغارات الجوية التي استهدفت مناطق متفرقة من القطاع، لا سيما جنوبي ووسط غزة، تزامنًا مع قصف مدفعي مكثف على جباليا والبريج.
واستشهد 23 مواطنًا على الأقل منذ فجر اليوم، بينهم 6 أفراد من عائلة البيوك في غارة استهدفت منطقة المواصي غرب خان يونس. ومن بين الشهداء: أحمد يوسف محمد البيوك، وشيماء ماهر سليمان العويطي، وضحى محمد خميس البيوك، ويوسف أحمد يوسف البيوك، ومحمد أحمد يوسف البيوك، سند أحمد يوسف البيوك.
كما استشهد الشاب عمر محمد فتحي أبو عودة (19 عامًا)، إلى جانب حسام أبو صبحة جراء استهداف بطائرة مسيرة إسرائيلية في بلدة عبسان الكبيرة شرق خانيونس.
مجزرة المساعدات في رفح
في مجزرة أخرى تعكس مدى استخفاف الاحتلال بأرواح المدنيين، استهدفت القوات الإسرائيلية بالرصاص الحي مجموعة من المواطنين أثناء توجههم إلى مركز توزيع المساعدات الأمريكية في منطقة العلم برفح، ما أسفر عن استشهاد 8 مواطنين على الأقل، عرف من بينهم: صهيب عوض الله علي أبو عودة، وسعيد هاني فادي العطار، وعمر محمد سلام صيام، وبسام عبد الله عبد الرحمن عواد، ومحمد عطا صالح عيوش، وعمر محمد فتحي أبو عودة.
تصعيد في جباليا والبريج والنصيرات
واصلت قوات الاحتلال قصفها المدفعي العنيف على بلدة جباليا شمال القطاع، مستهدفة محيط مدرستي "الرافعي" و"أربكان"، بالتزامن مع إطلاق النار من طائرات "كواد كابتر" المُسيّرة. وأسفر الهجوم عن 11 إصابة نُقلت إلى مستشفى العودة في النصيرات، بعضها في حالات حرجة.
وفي مخيم البريج وسط القطاع، قصفت المدفعية الإسرائيلية عدة أهداف، فيما شنت الطائرات غارات متكررة على مناطق متفرقة، بينها منزل المواطن زياد طنبورة في جباليا النزلة، ومنازل ومبانٍ مدنية أخرى.
الشهداء في النصيرات
وفي شارع العشرين بمخيم النصيرات، استشهد ثلاثة مواطنين مساء أمس الأحد جراء استهداف مجموعة من المدنيين بغارة جوية، وهم: محمد محمود عبد المجيد ياسين (38 عامًا)، وعبد الرحمن سمير شحادة نصار (21 عامًا)، ومحمد أحمد عبد القادر الدباغ (32 عامًا).
كارثة إنسانية متفاقمة
إلى جانب المجازر المتنقلة، تتفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع بفعل منع دخول المساعدات الغذائية منذ بداية مارس، ما فاقم معدلات الجوع والمرض. وواصل عشرات المصابين إلى المشافي بعد أن تجمهروا في نقاط توزيع المساعدات ليُفاجأوا بعدم وجود أي مساعدات، قبل أن يُقصفوا من الطائرات المسيّرة.