نددت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) باستخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) لإفشال مشروع قرار بمجلس الأمن الدولي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة وتسهيل إدخال المساعدات الإنسانية. وقد صوتت 14 دولة لصالح القرار، بينما عارضته الولايات المتحدة منفردة، في موقف أثار انتقادات واسعة وُصف بأنه يمثل تحديًا صريحًا للإجماع الدولي والقانون الإنساني.

وأوضحت الحركة في بيان رسمي أن "الفيتو الأميركي يعكس انحيازًا أعمى لحكومة الاحتلال الإسرائيلي، ويمنحها غطاءً سياسيا لاستمرار جرائمها بحق المدنيين في قطاع غزة"، معتبرة أن هذا الموقف يُعد "شراكة كاملة في جريمة الإبادة المستمرة". 

ووصفت حماس التصويت الأميركي بأنه "متغطرس ويستخف بإرادة المجتمع الدولي"، مشيرة إلى أن فشل مجلس الأمن في اعتماد القرار يثير "تساؤلات جوهرية حول فاعلية المؤسسات الدولية وجدوى المواثيق والقوانين التي ينتهكها الاحتلال يوميًا دون مساءلة".

وذكرت في بيانها أن فشل مجلس الأمن في إيقاف حرب الإبادة يثير تساؤلات بشأن دور مؤسسات المجتمع الدولي وجدوى القوانين الدولية، داعية المجتمع الدولي للتحرك العاجل لتدارك هذا الانهيار الأخلاقي والسياسي والضغط لوقف حرب الإبادة.

 

مضمون مشروع القرار المعرقل

طالب مشروع القرار بالإفراج الفوري وغير المشروط وبشكل كريم عن جميع الرهائن المحتجزين من قبل "حماس" وغيرها من الجماعات، والرفع الفوري لكل القيود المفروضة على دخول وتوزيع المساعدات الإنسانية بأمان وبدون عوائق في أنحاء غزة، بما يشمل السماح للأمم المتحدة والشركاء الإنسانيين بتسليم المساعدات.

كما عبّر النص عن قلق بالغ من الأوضاع الإنسانية المتدهورة، خصوصاً خطر المجاعة كما ورد في تقارير الأمن الغذائي.

بالتوازي، عبّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو - المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية بتهم تتعلق بجرائم حرب - عن امتنانه للإدارة الأميركية، مؤكدًا في بيان صادر عن مكتبه أن "الولايات المتحدة أظهرت مرة أخرى أنه لا فرق بيننا". وأضاف البيان أن "على العالم المتحضر أن يطالب بإطلاق سراح الرهائن بشكل فوري وغير مشروط"، في إشارة إلى المحتجزين لدى فصائل المقاومة في غزة.

وعلى الأرض، تواصل إسرائيل حملتها العسكرية على القطاع لليوم الـ80 منذ استئناف العمليات، حيث أفادت مصادر طبية باستشهاد 60 فلسطينيًا، الأربعاء، جراء قصف استهدف مناطق مختلفة، بينها مبنى داخل مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح وسط القطاع.

وتأتي هذه التطورات في وقت تواصل فيه إسرائيل شن عمليات عسكرية موسعة في الضفة الغربية المحتلة، حيث أفادت السلطات الفلسطينية بتوثيق 1691 اعتداء خلال مايو الماضي فقط، شملت اقتحامات واعتقالات وهدم منازل.

ومن جهة أخرى، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن الأجهزة الأمنية قررت منع سفينة "أسطول الحرية" من الاقتراب من سواحل قطاع غزة، ضمن سياسة الحصار البحري المفروض منذ عام 2007.

يُذكر أن الحرب الإسرائيلية المتواصلة على غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، أسفرت - بحسب مصادر طبية فلسطينية وتقارير أممية - عن استشهاد أكثر من 54 ألف شخص، وإصابة نحو 125 ألفًا، وتشريد الغالبية العظمى من سكان القطاع، وسط دمار وصفه خبراء بأنه "الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية".