نال ثلاثة صحفيين عرب جوائز تكريمًا لتقاريرهم حول سوريا وغزة في الدورة العشرين من جوائز سمير قصير لحرية الصحافة، المدعومة من الاتحاد الأوروبي. الحدث السنوي نظّمه "مؤسسة سمير قصير" في قصر سرسق في بيروت يوم الثلاثاء.

قصير اغتيل في الثاني من يونيو 2005 في العاصمة اللبنانية، بعدما وجّه انتقادات حادة للاحتلال السوري للبنان الذي بدأ عام 1976 وانتهى في نفس سنة اغتياله. حفل هذا العام حمل طابعًا مؤثرًا خاصًا تزامنًا مع الذكرى العشرين لاغتياله.

مدير المؤسسة أيمن مهنا صرّح أن ما يجري في لبنان وسوريا وغزة "يفوق التوقعات"، مشيرًا إلى أن تلك التحولات تمس هوية قصير المتعددة، كونه لبنانيًا من أصل فلسطيني سوري. وقال: "سواء من ناحية إيجابية أو مأساوية، التغييرات تتجاوز كل ما كنا نظنه ممكنًا".

قصير نشأ في بيروت لأب فلسطيني لبناني وأم سورية لبنانية، وأصبح لاحقًا من أبرز المفكرين والصحفيين في المنطقة. هاجم الاحتلال السوري وأيضًا حزب الله، القوة المسلحة والسياسية النافذة في لبنان. اغتياله جاء ضمن سلسلة اغتيالات استهدفت معارضي النظام السوري ونفوذه الخارجي، دون محاسبة حتى الآن. يُشار إلى أن مسؤولية اغتياله نُسبت على نطاق واسع إلى حزب الله، الحليف السابق للأسد قبل سقوطه في ديسمبر الماضي.

هذا الحفل كان الثاني الذي يُعقد في غياب الصحفية اللبنانية جيزال خوري، أرملة قصير ومؤسسة الجائزة، التي توفيت بسرطان في أكتوبر 2023.

لجنة التحكيم المؤلفة من سبعة أعضاء من الشرق الأوسط وأوروبا اختارت الفائزين. الصحفية الفلسطينية بدرى سالم فازت بجائزة أفضل مقالة رأي عن مقالها "تطبيع الصمود في غزة"، الذي تناول أثر الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ 20 شهرًا. جائزة أفضل تحقيق صحفي ذهبت للصحفية المصرية مارينا ميلاد عن تحقيقها حول معاناة النساء السوريات المعتقلات في سجون النظام السابق. الصحفي السوري خليل الأشاوي نال جائزة أفضل فيديو عن تقريره المؤثر عن الطفولة في ظل "حرب لا تنتهي" في سوريا.

الأشاوي قال لذا ناشيونال: "الحصول على جائزة تحمل اسم صحفي اغتيل بسبب النظام السوري، نفس النظام الذي أجبرنا على الهروب، يحمل دلالة عميقة. عدت إلى بلدي لأول مرة منذ 14 عامًا، وأعددت هذا التقرير بعد سقوط النظام، وهو أمر لم أكن أتخيل حدوثه يومًا".

أعضاء اللجنة شملوا رئيسة تحرير ذا ناشيونال مينا العريبي، الكاتب الفرنسي جان بيير بيرين، مراسلة البي لي سي لينا سنجاب، أنطوان حداد نائب رئيس جامعة القديس جاورجيوس في بيروت وممثل مؤسسة سمير قصير، بول رادو المؤسس المشارك لمشروع كشف الجريمة المنظمة والفساد، الصحفية الإسبانية ناتاليا سانشا، وعلي عمار رئيس تحرير موقع لو ديسك المغربي.

أشادت اللجنة أيضًا بخوري، وأحيت ذكرى صحفيين ومفكرين لبنانيين اغتيلوا، منهم المعارض لحزب الله لقمان سليم، ورئيس تحرير صحيفة النهار جبران تويني. كما خصّوا غزة وسوريا بالتحية.

العريبي صرّحت في كلمتها: "لا يمكن الحديث عن العالم العربي اليوم دون التوقف عند الحرب الوحشية على غزة والاحتلال غير العادل لفلسطين". وأضافت: "رغم كل التحديات، يلوح الأمل من جديد، في لبنان الجميل، في سوريا، وربما في وطني الحبيب العراق".

مهنا اعتبر الحفل رسالة تحدٍ بوجه كل من يسعى لإسكات حرية التعبير في لبنان، وقال: "هم واهمون إن اعتقدوا أن بلدًا قادرًا على إنتاج صحافة بمستوى سمير قصير، واحتضان أعمال مثل تقارير المرشحين هذا العام، يمكن أن يخشاهم". وختم: "أين غير لبنان يستطيع الصحفيون الممنوعون في أوطانهم أن يُحتفى بهم؟".
 

https://www.thenationalnews.com/news/mena/2025/06/04/gaza-and-syria-in-spotlight-at-middle-east-press-awards-in-honour-of-slain-lebanese-journalist-samir-kassir/