ذكرت صحيفة التليجراف أن مجموعة بوسطن للاستشارات (BCG)، وهي واحدة من أبرز شركات الاستشارات الأمريكية، أنهت تعاونها مع مؤسسة الإغاثة الإنسانية في غزة، بعد اتهامات باستخدام المساعدات كوسيلة ضغط سياسية.
أطلقت مجموعة بوسطن للاستشارات تحقيقًا داخليًا بشأن دورها في تأسيس المؤسسة التي تعرضت لانتقادات شديدة بسبب محاولتها إعادة هيكلة توزيع المساعدات في القطاع. وأوقِف الشريك الذي أشرف على المشروع عن العمل مؤقتًا، بينما يستمر التحقيق.
شهدت المؤسسة، التي أنشأتها الولايات المتحدة وإسرائيل كبديل للجهود الإنسانية التي تقودها الأمم المتحدة، موجة من الانتقادات المتزايدة، خصوصًا بعد حادثة دامية قُتل خلالها عشرات الفلسطينيين قرب أحد مراكز توزيع المساعدات التابعة لها جنوب غزة نهاية الأسبوع.
انتشرت مقاطع مصورة تُظهر مدنيين يفرّون وسط إطلاق نار كثيف، وسط اتهامات – نفتها إسرائيل بشدة – تفيد بأن قوات الجيش الإسرائيلي أطلقت النار وقتلت أكثر من 20 شخصًا بعد انهيار النظام داخل موقع التوزيع.
أوضحت المجموعة أنها وفرت خبراءها للمؤسسة بشكل مجاني منذ العام الماضي لتصميم البرنامج وإدارة العمليات. ومع ذلك، أوقفت الشركة في 30 مايو أعمالًا لاحقة لم تحظَ بموافقة الجهات الدولية. أكد متحدث باسم الشركة أن BCG لم تتلق أي أموال ولن تتقاضى شيئًا مقابل هذا العمل.
وصفت الأمم المتحدة المؤسسة بأنها "غطاء" لعمليات تهجير قسري، واتهمتها بمحاولة متعمدة لتحويل المساعدات الإنسانية إلى أداة ضغط. قال المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، ينس لاركي، إن "ما يحدث يبدو محاولة متعمدة لتسليح المساعدات، وقد حذرنا من ذلك منذ وقت طويل. يجب أن تُوزع المساعدات بناءً على الحاجة فقط، وبمنأى عن أي اعتبارات سياسية".
واجهت المؤسسة أيضًا انتقادات من منظمات إنسانية مثل كريستيان إيد وكافود، بسبب استعانتها بحراس أمن مسلحين من شركات أمريكية خاصة في مواقع توزيع المساعدات داخل غزة.
تولى جاك وود، الجندي الأمريكي السابق، إدارة المؤسسة في بدايتها، لكنه استقال لاحقًا مشيرًا إلى شكوكه في التزام الوكالة بالمبادئ الإنسانية الأساسية مثل الحياد والإنسانية والاستقلالية.
عُيِّن القس الدكتور جوني مور الابن، وهو شخصية إنجيلية مقربة من إدارة ترامب، مديرًا تنفيذيًا جديدًا للمؤسسة.
أوضح متحدث باسم المؤسسة لصحيفة "فايننشال تايمز": "نركز على أمر واحد فقط: إيصال الطعام لمن هم في أمسّ الحاجة إليه. ونحن الآن الجهة الوحيدة القادرة على القيام بذلك بشكل منتظم وآمن وعلى نطاق واسع".
https://www.telegraph.co.uk/business/2025/06/04/us-consulting-giant-bcg-quits-gaza-aid-agency-backlash/?ICID=continue_without_subscribing_reg_first