في اليوم الـ607 للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وبعد 79 يومًا من استئناف العمليات العسكرية بشكل شامل، تُواصل قوات الاحتلال تنفيذ واحدة من أكثر الحروب دموية في العصر الحديث، وسط دعم سياسي وعسكري غير مشروط من الإدارة الأميركية، وصمت دولي يُعده مراقبون "تواطؤًا ضمنيًا مع الجرائم المستمرة".

 

تصعيد عسكري واسع واستهداف مباشر للمدنيين

تعرّض القطاع، منذ فجر الأربعاء، لعشرات الغارات الجوية والقصف المدفعي المتواصل، طالت منازل ومدارس ومستشفيات ومراكز إيواء للنازحين، مخلفةً شهداء وجرحى في مختلف أنحاء غزة. وأعلنت وزارة الصحة في القطاع أن مستشفيات غزة استقبلت خلال الـ24 ساعة الأخيرة 97 شهيدًا و440 مصابًا، في حصيلة أولية مرشحة للارتفاع.

وبحسب مصادر طبية، استُشهد 26 فلسطينيًا وأُصيب العشرات منذ صباح اليوم، في قصف متواصل على مناطق مختلفة، أبرزها مخيم الشاطئ، خان يونس، جباليا، والنصيرات.

وفي مشهد دموي آخر، انتُشل جثمانا براء سامي قديح وعهد إسماعيل قديح، بعد استهدافهما بالقرب من مدارس العودة في عبسان الكبيرة شرقي خان يونس. كما قُتل سالم عبد الحكيم شعت وبراء عثمان شعت في قصف استهدف "عمارة شعت" قرب مسجد الشهداء في المدينة ذاتها.

وفي مخيم النصيرات، استشهد محمود أبو نار وأُصيب 10 آخرون، إثر قصف مباشر استهدف تجمعًا للمواطنين. كما نُفذت 3 غارات بطائرات مسيرة على مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح، ما أدى إلى تدمير أنظمة الطاقة الشمسية وخزانات المياه والطوابق العلوية.

 

المدارس لم تسلم.. خيمة نازحين تتحول إلى مقبرة

في قصف دموي جديد، استهدفت طائرات الاحتلال خيمة تأوي نازحين من عائلة أبو حدايد داخل مدرسة الحناوي غربي خان يونس، ما أدى إلى استشهاد 14 مدنيًا، بينهم نساء وأطفال، في واحدة من أبشع المجازر الموثقة مؤخرًا.

وفي جباليا شمال القطاع، استشهد مواطنان، فيما انتُشلت جثامين 3 آخرين من منطقة "الـ17" في التوام: أحمد السيلاوي، توفيق الشرافي، وإياد زيدان.

كذلك، استشهد المواطن أحمد عثمان الدريملي وأحد أبنائه، بينما أُصيب 3 من أفراد أسرته، بعد قصف منزلهم في شارع الثلاثيني بحي الصبرة. كما سقط الطفل أديب أحمد أبو طه ضحية قصف إسرائيلي على شقة سكنية في خان يونس.

 

استهداف ممنهج للبنية التحتية

لم تكتفِ آلة الحرب الإسرائيلية باستهداف المدنيين، بل طالت البنية التحتية الحيوية بشكل متعمد، إذ قصفت الطائرات الحربية صالة كندا قرب مفترق الأوروبي شرق خان يونس، ودمرت أجزاء واسعة منها. وشنت غارات على المناطق الشمالية الشرقية لمدينة غزة، وأطلقت نيران آلياتها باتجاه منطقة قيزان النجار جنوب خان يونس.

كما استهدفت المدفعية الإسرائيلية حي الشجاعية شرقي غزة، ووسط مدينة خان يونس، في قصف متزامن تسبب في موجة جديدة من النزوح الجماعي والهلع بين السكان.

 

شبح المجاعة يزحف على غزة

في موازاة العدوان العسكري، يواجه سكان القطاع كارثة إنسانية متفاقمة، جراء استمرار منع إدخال المواد الغذائية الأساسية منذ مارس الماضي. ويحذّر مراقبون ومنظمات حقوقية من أن المجاعة باتت أمرًا واقعًا، وليس مجرد خطر، خصوصًا مع انعدام الأمن الغذائي بشكل شبه تام في بعض مناطق القطاع، وانهيار النظام الصحي بسبب نقص الوقود والإمدادات.