أعلن الرئيس التشيلي غابرييل بوريك عن تحوّل جذري في سياسات بلاده الدفاعية، تعهّد خلاله بتقليل الاعتماد على "إسرائيل"، بسبب ما وصفه بـ"الإبادة الجماعية والتطهير العرقي" ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، منذ بدء العدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023.

وخلال خطاب سنوي ألقاه أمام البرلمان التشيلي، مساء أول أمس الأحد، أكد بوريك أن بلاده ستعيد النظر في علاقتها بالصناعات العسكرية الإسرائيلية، وأوضح أنه وجّه وزير الدفاع لإعداد خطة عاجلة لتنويع العلاقات الدفاعية، مشدداً على ضرورة وقف الاعتماد على تل أبيب كمصدر أساسي في هذا المجال.

وقال بوريك: "سنقدّم مشروع قانون لحظر استيراد المنتجات القادمة من الأراضي الفلسطينية المحتلة بشكل غير قانوني، وذلك احترامًا للقانون الدولي وحقوق الإنسان". وتابع: "نحن لا نتواطأ مع القتل الجماعي، ولسنا محايدين أمام جرائم الحرب".

تشيلي تتجه لمقاطعة اقتصادية دفاعية.. وواشنطن تلوّح بالرد
الإجراءات التي أعلنها بوريك تأتي في أعقاب قرار اتخذته وزارة الخارجية التشيلية الأسبوع الماضي بسحب الملحقين العسكري والدفاعي والجوي من سفارة تشيلي لدى "إسرائيل"، في خطوة احتجّت فيها الحكومة التشيلية على "الوضع الإنساني الخطير للغاية في قطاع غزة".

وقالت الخارجية التشيلية في بيان رسمي، إن القرار تم بالتنسيق مع وزارة الدفاع، وإنه يأتي ردًا على "العملية العسكرية غير المتناسبة والعشوائية" التي يشنها جيش الاحتلال، وعلى "العراقيل المتواصلة أمام وصول المساعدات الإنسانية" إلى القطاع المحاصر.

وفي ظل هذه التطورات، كشفت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، نقلًا عن مصدر في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أن الولايات المتحدة تدرس اتخاذ إجراءات عقابية ضد حكومة بوريك، في ما يُفهم على أنه ضغط أميركي لمنع تصاعد المواقف الدولية المناهضة لـ"إسرائيل".

بوريك يدعم إسبانيا ويطالب بالإفراج عن الأسرى الإسرائيليين
وبعيدًا عن الانفكاك الدفاعي، أشار الرئيس التشيلي إلى دعم بلاده للمبادرة الإسبانية الرامية إلى فرض حظر دولي على تصدير السلاح إلى إسرائيل، في ظل العدوان المستمر على المدنيين في غزة. لكنه في الوقت نفسه دعا إلى الإفراج عن "جميع الأسرى الإسرائيليين لدى حركة حماس"، في محاولة منه لتقديم موقف متوازن لا يبرر العنف ضد المدنيين من أي طرف.

موقف تاريخي في أمريكا اللاتينية
يعدّ موقف تشيلي من أكثر المواقف حدة وتماسكًا في أمريكا الجنوبية تجاه الحرب على غزة، وهو ما يُعزى جزئيًا إلى وجود جالية فلسطينية كبيرة في البلاد تُعد من الأكبر خارج الشرق الأوسط، حيث يُقدّر عدد الفلسطينيين من أصول تشيلية بنحو 500 ألف نسمة.

ومنذ بداية العدوان الإسرائيلي، اتخذ بوريك عدة خطوات تصعيدية، بينها استدعاء السفير التشيلي في تل أبيب، وإدانة سياسات الاحتلال في المحافل الدولية، قبل أن تتطور إلى إجراءات تنفيذية مثل سحب الملحقين العسكريين وتقديم مقترح حظر الواردات من الأراضي المحتلة.