وصفت الأمم المتحدة قطاع غزة بأنه "أكثر الأماكن جوعًا على وجه الأرض"، محذّرة من أن سكان القطاع كافة يواجهون خطر المجاعة، حسب تقرير نشرته صحيفة الجارديان.
صرّح ينس لاركي، المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، أن غزة هي "المنطقة الوحيدة في العالم حيث يواجه كل فرد فيها خطر المجاعة". وأضاف: "100% من السكان معرّضون للمجاعة".
أوضح لاركي أن جهود إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة تعاني من عراقيل شديدة. رغم سماح إسرائيل بدخول 900 شاحنة منذ تخفيف الحصار جزئيًا، لم يُفرغ سوى 600 منها داخل غزة، وعدد أقل منها جرى توزيعه بسبب الأوضاع الأمنية، حسب قوله.
ووصف لاركي المهمة بأنها "محاصرة ببيروقراطيات تجعلها من أكثر العمليات الإنسانية تعطيلًا في التاريخ الحديث". وأشار إلى أن الشاحنات غالبًا ما تتعرض لهجوم من جموع المدنيين اليائسين فور دخولها القطاع.
سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة، دانييل ميرون، رفض هذه الادعاءات واتّهم الوكالات الأممية بـ"انتقاء الحقائق لتشويه صورة إسرائيل". كتب على منصة X: "بينما تغذي الأمم المتحدة حماس، نضمن نحن وصول المساعدات إلى من يحتاجها".
في سياق متصل، أبلغت الأمم المتحدة أن "مسلحين" اقتحموا مستودعًا في مستشفى ميداني بدير البلح، وسرقوا كميات كبيرة من المعدات الطبية والمكملات الغذائية المخصصة للأطفال المصابين بسوء التغذية.
فيما أعلنت حماس أنها تدرس الرد الإسرائيلي على مقترح أمريكي لوقف إطلاق النار، رغم وصف مسؤول منها الخطة بأنها لا تلبي "الحقوق والمطالب المشروعة". وأكدت الحركة أنها تجري مشاورات مع فصائل فلسطينية أخرى كالجهاد الإسلامي.
من جهة أخرى، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لأهالي المحتجزين في غزة إن حكومته وافقت على مسودة اتفاق عرضها المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف. لكن التباينات العميقة بين الطرفين تعرقل التوصل إلى اتفاق فعلي، خاصة مع إصرار إسرائيل على تفكيك حماس بالكامل وإعادة جميع الرهائن قبل إنهاء الحرب.
تخشى إسرائيل أن يؤدي وقف الحرب إلى إبقاء حماس لاعبًا رئيسيًا في غزة، ما يتيح لها إعادة بناء قدراتها العسكرية لاحقًا. أما حماس، فتخشى من أن تستأنف إسرائيل الحرب بعد انقضاء فترة الهدنة البالغة 60 يومًا كما يقترح الاتفاق.
ورفضت الحركة مطلب نزع سلاحها، مشترطة انسحاب الجيش الإسرائيلي الكامل ووقف الحرب بشكل دائم.
على الصعيد السياسي، يواجه نتنياهو ضغوطًا داخلية متزايدة، إذ هدّد شركاؤه في اليمين المتطرف بإسقاط الحكومة في حال أوقف الحرب "مبكرًا". الوزير إيتمار بن غفير دعا لاستخدام "القوة الكاملة"، قائلاً: "انتهى وقت التردد... يجب تدمير حماس بلا تراجع".
في الوقت ذاته، وسّعت "مؤسسة غزة الإنسانية"، وهي جهة لوجستية مدعومة من الولايات المتحدة ومرخّصة من إسرائيل، توزيع الطعام إلى موقع ثالث. ورغم الانتقادات الأممية بأنها عملية "غير كافية"، تشير المؤسسة إلى توزيع نحو 1.8 مليون وجبة حتى الآن، مع خطط للتوسّع.
لاركي قال إن إجبار السكان على الحضور لأخذ المساعدات يجعلهم عرضة للنهب، مضيفًا: "الأمر مأساوي، ويائس، وغير إنساني على الإطلاق". ويوم الثلاثاء، قُتل مدني وأصيب عشرات آخرون بعد إطلاق الجيش الإسرائيلي النار على جموع انتظرت المساعدات.
ازداد الضغط الدولي على إسرائيل لإدخال مزيد من الغذاء ووقف القتال. الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قال إن منح إسرائيل "تفويضًا مفتوحًا" في غزة يهدد مصداقية الغرب، داعيًا إلى إنهاء ازدواجية المعايير.
في المقابل، ردّت إسرائيل باتهام ماكرون بشن "حملة صليبية ضد الدولة اليهودية"، قائلة: "لا يوجد حصار إنساني، هذا كذب واضح... ماكرون يريد مكافأة الإرهابيين بدولة فلسطينية". في المقابل، شدد ماكرون على أن الاعتراف بدولة فلسطينية هو "واجب أخلاقي وضرورة سياسية".
على الأرض، واصل الطيران الإسرائيلي غاراته على غزة، وقتل 14 شخصًا في مخيم جباليا، بحسب مصادر طبية في مستشفى الشفاء.
بدأت الحرب في أكتوبر 2023 إثر هجوم حماس الذي قتل فيه 1200 إسرائيلي وأُسر 251 آخرون، حسب الأرقام الإسرائيلية. أما الحملة العسكرية الإسرائيلية، فأسفرت عن مقتل أكثر من 54 ألف فلسطيني، وفق وزارة الصحة في غزة، ودمّرت أجزاء واسعة من القطاع.
https://www.theguardian.com/world/2025/may/30/gaza-hungriest-place-earth-all-people-risk-famine-un