الصحة العالمية: أطفال غزة يموتون من الجوع والمرض بسبب الحصار
الأحد 1 يونيو 2025 08:00 م
كشفت منظمة الصحة العالمية عن تصاعد مستويات الجوع والمرض في قطاع غزة إلى مستويات كارثية، مع استمرار الحصار الإسرائيلي وإغلاق المعابر أمام المساعدات الإنسانية، ما أدى إلى وفاة أطفال فلسطينيين جوعاً، وسط دمار شبه كامل للبنية الصحية ونقص فادح في الدواء والغذاء.
قالت الدكتورة حنان بلخي، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لمنطقة شرق المتوسط، في تصريحات على هامش اجتماعات الجمعية العامة للمنظمة في دورتها الـ78 بجنيف، إن الوضع الصحي في غزة كارثي بكل المعايير، حيث “يموت الأطفال بسبب الجوع، وهذه حقيقة لا يمكن إنكارها”.
حصار وتجويع ممنهج
وبحسب بلخي، فإن الاحتلال الإسرائيلي أغلق المعابر بالكامل أمام المساعدات لأكثر من 90 يوماً، ما دفع 2.4 مليون فلسطيني في القطاع إلى مواجهة خطر المجاعة الحاد. وقالت إن “المجاعة باتت واقعا يعيشه الكبار والصغار، نتيجة الحصار الخانق واستهداف البنية الصحية بشكل منهجي”.
وأضافت: “الوضع الصحي في غزة لا يمكن وصفه إلا بأنه مأساوي، حيث تنهار المستشفيات واحدة تلو الأخرى، ولا تعمل سوى بنسبة محدودة للغاية”. وأشارت إلى أن نحو 42% من الأدوية الأساسية، و42% من اللقاحات الرئيسية، ونحو 64% من المعدات الطبية قد نفدت بالكامل.
بيئة غير صالحة للحياة
أكدت بلخي أن سكان القطاع يعيشون في بيئة “غير صحية على الإطلاق”، مع غياب تام لشروط النظافة العامة، وهي أحد أعمدة الصحة. كما انتشرت أمراض خطيرة مثل الطفح الجلدي، والالتهابات التنفسية، والاضطرابات النفسية الناتجة عن صدمات الحرب والدمار، لا سيما بين الأطفال.
ورغم الجهود البطولية التي يبذلها الطاقم الطبي في غزة، قالت بلخي إنهم "يعملون بإمكانات محدودة في ظروف غير إنسانية، ويُظهرون قدرة كبيرة على الصمود، لكن الكارثة الصحية تتفاقم بسرعة”.
51 شاحنة تنتظر الدخول.. بلا جدوى
وفي مؤشر على تعقيد الوضع الإنساني، كشفت بلخي عن وجود نحو 51 شاحنة محمّلة بالمساعدات والمستلزمات الطبية متوقفة عند المعابر، لم يُسمح لها بالدخول حتى الآن. وأكدت أن ما دخل من مساعدات منذ الحصار الشامل لا يغطي الحد الأدنى من الاحتياجات، لا سيما في الغذاء والتغذية العلاجية للأطفال.
أرقام مفزعة ودمار شامل
وذكرت بلخي أن عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع تجاوز 54 ألف قتيل، لكن الرقم الحقيقي قد يكون أكبر بكثير بسبب وجود آلاف المفقودين تحت الأنقاض. وأضافت: “لا أحد يستطيع الجزم بعدد القتلى الحقيقي، فهناك عائلات بأكملها اختفت”.
وبحسب تصريحات سابقة لمكتب الإعلام الحكومي في غزة، فإن أكثر من 1.5 مليون فلسطيني أصبحوا بلا مأوى نتيجة تدمير منازلهم بشكل كامل أو جزئي، فيما تُتهم إسرائيل باستخدام سلاح التجويع كسلاح حرب، تمهيدًا لتهجير الفلسطينيين قسرًا، وهو ما أكدته تقارير أممية.
نداء استغاثة للمجتمع الدولي
اختتمت بلخي حديثها بمناشدة عاجلة إلى المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية، للتحرك الفوري وفتح ممرات آمنة لإدخال الغذاء والدواء إلى غزة، مشيرة إلى أن “الناس في غزة لا يحتاجون فقط إلى مساعدات، بل إلى وقف المجازر واستعادة إنسانيتهم”، وقالت: “حين يموت الناس جوعاً في القرن الحادي والعشرين، فإن الإنسانية كلها تصبح في خطر”.