في مقال نشره موقع أتلانتيك كاونسل، قدّم شالوم ليبنر، المستشار السابق لسبعة رؤساء وزراء إسرائيليين، رؤية تحليلية حول واقع حكومة بنيامين نتنياهو بعد أكثر من ستمئة يوم من الحرب، في ظل أزمات داخلية وضغوط دولية متزايدة. بينما تحاول الحكومة المحافظة على تماسكها، تتعاظم الانقسامات الاجتماعية والسياسية، وسط تصاعد التوتر مع واشنطن بشأن إدارة الحرب في غزة.
1. ما واقع السياسة الإسرائيلية حاليًا؟
يواجه نتنياهو تحديات متراكمة تهدد استقرار تحالفه الحاكم، رغم صموده اللافت خلال عشرين شهرًا من الحرب. تتطلب المرحلة قرارات استراتيجية حاسمة بشأن غزة وإيران، فيما تتصاعد الضغوط من داخل حكومته، خاصة مع تهديد الأحزاب الدينية بالانسحاب إذا لم تُقرّ إعفاءات التجنيد قريبًا. وتستعد المحكمة لبدء استجواب نتنياهو في قضايا فساد الأسبوع المقبل، ما يفاقم الضغوط عليه.
2. كيف تبدو الانقسامات مقارنة بما قبل 7 أكتوبر؟
جمّد هجوم 7 أكتوبر الخلافات السياسية مؤقتًا، وركّز الإسرائيليون على الدفاع وإعادة البناء. لكن مع مرور الوقت وظهور "واقع جديد"، عادت الانقسامات القديمة، لا سيما المتعلقة بإصلاح القضاء والسيطرة على التعيينات العليا. ويتوقع كثيرون أن تظهر في الانتخابات المقبلة فجوة بين من شارك فعليًا في المجهود الحربي ومن تهرب من المسؤولية.
3. ماذا يعني ذلك لحكومة نتنياهو؟
يحاول نتنياهو المحافظة على تماسك تحالفه عبر إرضاء مكوناته المختلفة. يرفض أي تسوية لغزة تُبقي لحماس دورًا إداريًا في المساعدات، ويدعم قانون تجنيد مخفف يرضي الأحزاب الدينية. لكنه يواجه رفضًا متزايدًا دوليًا، بدءًا من مذكرات توقيف دولية وتهديدات بفرض عقوبات، وصولًا إلى مراجعة العلاقات مع الاتحاد الأوروبي، ما يجعل الموازنة بين الداخل والخارج أكثر صعوبة.
4. كيف يؤثر ذلك على علاقة إسرائيل بالولايات المتحدة؟
تعتمد إسرائيل بشكل كبير على الدعم الأمريكي دبلوماسيًا وعسكريًا. لكن نتنياهو يشعر بالقلق من تحركات إدارة ترامب، خاصة التفاوض مع حماس وإيران. كما أثارت مواقف واشنطن تجاه الحوثيين والنظام السوري استياء تل أبيب. أرسل نتنياهو مبعوثين لشرح موقفه، لكن الخلافات واضحة، وقد تؤدي إلى توتر أكبر في العلاقة بين الطرفين.
5. كيف تنعكس هذه الأوضاع على مسار الحرب؟
تملك واشنطن معظم الأوراق. إذا توصل مبعوثها لاتفاق مع حماس يحقق الحد الأدنى من شروطها، سيضطر نتنياهو لقبوله، رغم تحفظه، ومحاولة إقناع حلفائه بذلك. أما إذا رفض، فقد يعرض نفسه لعزلة دولية تشبه ما واجهته دول مثل أوكرانيا وجنوب أفريقيا. وفي ملف إيران، حذر ترامب من أي هجوم إسرائيلي في الوقت الحالي، لكن إن اقتربت طهران من امتلاك سلاح نووي، قد تلجأ إسرائيل لضربة وقائية، ما قد يسبب أزمة كبيرة مع واشنطن.
خلاصة
يرى ليبنر، الزميل غير المقيم في أتلانتيك كاونسل، أن حكومة نتنياهو تواجه معادلة شديدة التعقيد، تتطلب توازنًا دقيقًا بين متطلبات البقاء السياسي، وضغوط الداخل، وتبدلات السياسة الأمريكية. أي خطوة خاطئة قد تطيح بهذا التوازن وتدفع إسرائيل إلى مسار مجهول.
https://www.atlanticcouncil.org/blogs/new-atlanticist/five-questions-and-expert-answers-on-the-state-of-the-netanyahu-government/