قال وزير الري بحكومة السيسي إن مصر ترفض استخدام المياه كأداة للضغط السياسي محذرًا من أن سد النهضة فتيل نزاع جديد.
وجاء كلام وزير الري بعد يومين من تصريحات لوزير وزير الخارجية بحكومة السيسي قال إن سد النهضة قد يقود إلى توتر جديد في المنطقة مشددا على أن الموقف في سد النهضة الإثيوبي قد يقود إلى توتر جديد في المنطقة.
وقال: "مصر تعمل على استمرار الاستقرار"، ذاكرا أن هناك نقاط توتر عديدة في المنطقة، مثل السودان وغزة.
وكان حجم المياه التي مرّت عبر المفيض وفتحات التوربينات يُقدّر بحوالي 14 مليار متر مكعب ووفقًا للدراسات المناخية لمنطقة بني شنقول – قمز (حيث يقع السد)، فإن متوسط معدل التبخر اليومي خلال موسم الجفاف (من أكتوبر إلى مايو) يتراوح بين 4 إلى 6 ملم/يوم، فقد تسرب حوالي 1.7 مليار متر مكعب.
واشار مراقبون أن السيناريوهات المتوقعة أمام إثيوبيا إما أن تقوم إثيوبيا بتصريف 20 مليار متر مكعب خلال يونيو، مما يعني أن الفيضان سيبدأ مبكرًا بالنسبة لمصر والسودان هذا العام أو الإبقاء على المخزون كما هو، ما سيؤدي إلى مرور كل مياه الفيضان عبر المفيضات بشكل مباشر، وكأن السد غير موجود بالنسبة لمصر والسودان.
وقال خبير موارد مائية: "لم يتبق لإثيوبيا للوصول إلى السعة الكاملة للتخزين في بحيرة السد إلا 2.5 مليار متر مكعب بسعة تخزين إجمالية تبلغ 74.5 مليار متر مكعب".
وبات معروفا عن أغلب المصريين أن تحكم إثيوبيا بمصر في مسألة المياه بات أمرا واقعا وبحسب Claude Said على فيسبوك "وقع العرص علي اتفاقيه سد النهضه ليصبح مدعوما من المنظومه الدوليه وكان يعلم تمام العلم إن هذا السد لفرض رقابه إستراتيجيه علي مصر".
وفي وثائق تعود إلى 2017 نشرتها "بي بي سيط قالت إن الكيان الصهيوني يضغط لنقل النيل للنقب ومستوطنات غزة وأن الحركة الصهيونية خططت لسرقة النيل منذ 1903 على يد هرتزل،/ وحين اقترح السادات نقل مياه النيل إلى القدس تحت اسم "مشروع زمزم الجديدة" فكر شمعون بيريز بربط سد النهضة بمشروع "المياه مقابل السلام" ولهذا دعمت إسرائيل إثيوبيا في بناء السد؟ وكيف أصبح التفاوض بلا جدوى؟
دحلان ينسق؟!
ونشر الصحفي عبدالحميد قطب @AbdAlhamed_kotb نقلا عن مجلة "نيوزويكط الأمريكية عن دور محمد دحلان مستشار محمد بن زايد الأمني في صياغة اتفاق سد النهضة مع إثيوبيا الذي ضيع حقوق مصر التاريخية في مياه النيل المعروف باتفاق الخرطوم 2015.
وقالت المجلة إن محمد دحلان، توسط في إبرام اتفاق تشييد مشروع سد النهضة المثير للجدل على نهر النيل بين مصر وإثيوبيا والسودان .
وقال مصدر مقرب من دحلان، تحدث للمجلة شريطة عدم الكشف عن هويته: دعانا رئيس الوزراء الإثيوبي للمحادثات، وكنا حريصين على تقديم المساعدة، فقد وضعنا الأسس لاتفاق بين الدول الثلاث بناء على طلب من #السيسى .
وحصلت المجلة آنذاك على صور حصرية تظهر اجتماع دحلان مع كل من رئيس وزراء إثيوبيا هايلي مريام ديسالين، ورئيس المخابرات المصرية خالد فوزي، في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وكذلك مع وزير الخارجية الإثيوبي تيدروس أدهانوم في أبوظبي، ولم يكن أحد على علم بمشاركة دحلان في المحادثات السرية سوى ولي عهد أبوظبي آنذاك محمد بن زايد .
عود على بدء
ولكي لا تظهر حكومة السيسي أنها من فرط وزعيم الانقلاب مياه النيل تستخدم الإعلام والمنصات الاستخباراتية في ترويج أن السيسي نفذ استراتيجية تطويق جيوسياسي متقنة لإثيوبيا، مستفيدة من تحالفات عسكرية واقتصادية مع "دول" الجوار (الصومال). هذه الاستراتيجية تهدف إلى عزل إثيوبيا، حماية الأمن القومي المصري، وتأمين منابع النيل ومضيق باب المندب. تفعيل اتفاقية الدفاع المشترك.
https://x.com/Im_L0NE/status/1926639458742395294
وقال عصام حجي في 2 سبتمبر الماضي، إن مصر قصرت في استخدام العلم لمواجهة الأباطيل الاثيوبية وأن الابحاث التي أجرتها إثيوبيا "أثبتت عدم الاحتياج للتوصل لاي اتفاق لأنه باختصار لا توجد أي أثار ملموسة. كونت هذه الابحاث قناعة لدى متخذي القرار في الغرب أن المطالب المصرية مجرد هراء سياسي لا يدعمه أي واقع علمي".
وأوضح أن ذلك "سبب رئيسي في تراجع عدة جهات فاعلة عن دعم المطالب المصرية. وتباعا تقوم تلك المجموعات بمهاجمه أي ابحاث الدولية من جامعات غربية تبرز الاثار المباشرة والغير المباشرة للسدود على نهر النيل ومحاولة حذفها من المجلات العلمية حتى لا تأثر على هذا الدعم الغربي ولا تكون جزء من تاريخ المشروع يمكن الاطلاع عليه في أي مرحلة".
وأشار إلى أنه "حينما يقوم المجتمع الدولي بالتحكيم بين الطرفين لا يجد أي أبحاث تشير لهذه المخاطر التي تندد بها مصر شفائيا، ويجد فقط الابحاث المكتوبة بحرفية التي تقدمها مجموعات الضغط التي تقلل من هذه المخاطر. وحرصت مجموعات الضغط هذه المخولة بهذا الدور على استقطاب باحثين وصحفيين من مصر والسودان حتى تزيد من مصداقيتها أمام رئي العام العالمي مقدمة لهم تسهيلات للسفر في منح خارجية وجوائز وهمية في مؤتمرات محلية وتقديمهم أنهم أبطال السلام في هذا النزاع".
وتوصل مبكرا إلى أن الضغط السياسي فقدته مصر فقال: "وبهذا الشكل فقدت مصر تدريجيا الدعم السياسي والدبلوماسي لعدم وجود ما يدعمها مخاوفها بأبحاث علمية محكمة دوليا ومنشورة في مجلات مرموقة تأكد أن هناك أضرار ملموسة للتشغيل الأحادي للسد. ولا يوجد مسؤول حكومي في الغرب مستعد لاحراج نفسه وتهديد مستقبله السياسي بدعم مخاوف لا يوجد توثيق علمي لها.".
ومن وجهة نظر الاثيوبيين، فإن مساعي مصر المتكررة لوضع قضية سد النهضة على جدول أعمال مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، فشلت لاسيما وان بناء سد النهضة يوشك على الانتهاء.
ويرى الاثيوبيين أنه حتى جامعة الدول العربية، أصدرت قرارات متكررة تدين إثيوبيا، لكن لم تحاول أي دولة عضو فرض عقوبات اقتصادية على إثيوبيا بسبب سد النهضة. في الواقع، لم تقطع مصر علاقاتها التجارية والاستثمارية مع إثيوبيا.
ويعتبر الاثيوبيين أنهم انتصروا عندما صادقت 6 دول من حوض النيل على "اتفاقية الإطار التعاوني/اتفاقية عنتيبي"، (بما فيها دول الجوار الاثيوبي كدولة جنوب السودان وأوغندا) واعترف بها الاتحاد الأفريقي كاتفاقية دولية، وبنى الاثيوبيين على ذلك أن "اتفاقية بريطانيا التي يسمونها "الحقبة الاستعمارية" كانت مصر تقترحها كمعاهدة دولية لتنظيم تقاسم نهر النيل.؟!
ولم توافق مصر بعد على الانضمام إلى اتفاقية حوض النيل الجديدة، التي دخلت حيز التنفيذ في 13 أكتوبر 2024، إلا أن التصديق على الاتفاقية قد أنشأ قانونًا دوليًا لا رجعة فيه