أثار تقرير نشرته صحيفة ساوث تشينا مورنينج بوست ظهور ضابط مصري داخل مقاتلة صينية من طراز جي-10 خلال مناورة "نسور الحضارة 2025"، ما أعاد الجدل حول احتمال شراء القاهرة لهذه الطائرات. وأظهر تسجيل بثه تلفزيون الصين الرسمي (CCTV) الضابط جالساً في المقعد الخلفي لطائرة جي-10S التدريبية أثناء الاستعداد للإقلاع، في مشهد مدروس بعناية.

التمرين المشترك، الذي استمر 18 يوماً وانتهى الأحد الماضي، هو الأول من نوعه بين الصين ومصر، ويعد مؤشراً على احتمالية عقد صفقة بيع مقاتلات جي-10C، النسخة الأحدث التي تُقارن بطرازات مطورة من أف-16 الأمريكية.

الصين سبق أن صدرت هذا الطراز إلى باكستان عام 2021، ويرى محللون أن صفقة مع مصر – الحليف التقليدي لواشنطن – ستوسع نفوذ بكين العسكري وتعيد رسم موازين القوى الإقليمية. المحلل الصيني فو تشيانشاو اعتبر مشاركة الطيار المصري "دليلاً على الثقة المتبادلة"، وفرصة لتجربة عملية تسبق تقييماً رسمياً.

ورغم نفي الصين تقارير مصرية أفادت بوصول أول دفعة من الطائرات في فبراير الماضي، لا تزال الشكوك قائمة بشأن نية مصر شراء جي-10C، خصوصاً مع قدراتها في الاشتباك خارج مدى الرؤية وصواريخها بعيدة المدى PL-15 بمدى يصل إلى 300 كم.

الخبير محمد سليمان من معهد الشرق الأوسط بواشنطن يرى أن "رحلات التعارف" غالباً ما تسبق تحولات في الشراكات العسكرية، مشيراً إلى أن القاهرة تدرس بجدية المنصة الصينية ضمن مسعى لتقليل الاعتماد على الغرب وتحديث قدراتها الجوية.

وشاركت الصين في التمرين بطائرات إضافية مثل كي جي-500 للإنذار المبكر، والمروحية زي-20، وطائرة التزود بالوقود YU-20، التي أظهرت في تسجيل آخر وهي تزود مقاتلة ميج-29 مصرية بالوقود جواً، ما يشير إلى مرونة تشغيلية قد تثير اهتمام القاهرة.

ورغم تقليل محللين آخرين من أهمية هذه المؤشرات، باعتبارها ممارسة تدريبية اعتيادية، يرى مراقبون أن تعميق التعاون العسكري بين بكين والقاهرة، خصوصاً بعد انضمام مصر إلى مجموعة بريكس، يمثل تحوّلاً في السياسة الخارجية باتجاه التعددية وإعادة التموضع الجيوسياسي.

https://www.scmp.com/news/china/military/article/3309392/egyptian-pilot-board-chinas-j-10-fighter-jet-renews-arms-sale-speculation