أفاد موقع جويش نيوز سينديكيت اليهودي في تقرير نشره بتاريخ 2 مايو 2025 أن المناورة الجوية المشتركة الأولى من نوعها بين مصر والصين، والتي أُجريت في الأجواء المصرية، تعكس رسائل سياسية واضحة إلى الولايات المتحدة، وتستوجب مراقبة دقيقة من الجانب الإسرائيلي.
أعلنت مصر في 19 أبريل 2025 انطلاق مناورات "نسور الحضارة 2025"، بمشاركة مقاتلات متعددة المهام وطائرات متنوعة من الجانبين، دون أن تُفصِّل الجهات الرسمية المصرية أنواع الطائرات المشاركة. غير أن قناة CCTV الصينية أكدت مشاركة مقاتلات J-10C، وعرضت لقطات لمقاتلة صينية تحلّق بجوار طائرة ميج-29 مصرية فوق قاعدة وادي أبو ريش الجوية جنوب شرق القاهرة.
استقبل قادة عسكريون مصريون الوفد الصيني، الذي ضم طائرات وأفراداً، استقبالاً رسمياً، وامتدت التدريبات إلى عدة قواعد جوية، مركّزة على تعزيز التنسيق العملياتي بين السلاحين الجويين.
رأى محللون أن هذه الخطوة تعبّر عن رغبة مصر في توسيع شراكاتها الأمنية خارج إطار تحالفها التاريخي الطويل مع الولايات المتحدة. لكن العميد احتياط يعقوب ناغل، المستشار السابق لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والباحث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، دعا إلى عدم المبالغة في تفسير المناورة، دون تجاهلها بالكامل. وأشار إلى ضرورة أن تبادر الولايات المتحدة برسالة واضحة إلى مصر، خاصة وأنها تقدّم لها مساعدات كبيرة.
شدّد ناغل على أهمية معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل لكلا الطرفين، خصوصاً من الناحية الاقتصادية، مشيراً إلى أن حتى الرئيس الأسبق محمد مرسي، رغم رفضه ذكر اسم إسرائيل، لم يمسّ الاتفاق.
وفي ما يتعلّق بالمخاوف الإسرائيلية حول التعزيزات العسكرية المصرية في سيناء، دعا ناغل إلى التعامل معها بحذر وسرّية، مؤكداً أن مصر تبقى جهة لا يمكن الاستهانة بها، وخصوصاً بعد أحداث 7 أكتوبر. ورغم ذلك، نفى اعتبار مصر عدواً حالياً لإسرائيل، مشيراً إلى أهمية السلام القائم حتى وإن كان بارداً.
تأتي هذه المناورة في سياق توسّع النفوذ الصيني في الشرق الأوسط، حيث تجنّبت بكين نشر قوات عسكرية، لكنها رسّخت حضورها عبر صفقات سلاح ضخمة، ومساعٍ دبلوماسية مثل الوساطة بين السعودية وإيران عام 2023، واستثمارات في البنية التحتية ضمن مبادرة "الحزام والطريق".
وضع الدكتور أوري سيلا، أستاذ الدراسات الآسيوية بجامعة تل أبيب والباحث الزائر في معهد دراسات الأمن القومي، المناورة ضمن تاريخ أطول من التعاون العسكري بين مصر والصين، مشيراً إلى أن هذا التعاون لم يقتصر على المجال الجوي بل شمل تدريبات بحرية أيضاً، وسبق للصين أن أجرت تدريبات مماثلة مع دول كتركيا والإمارات.
أوضح سيلا أن مصر تسعى منذ فترة إلى تنويع مصادر التسلح وشركائها العسكريين، مشيراً إلى صادرات الأسلحة الصينية للقاهرة، بما في ذلك طائرات J-10C وغواصات من طراز 039A. ولفت إلى أن ظهور طائرة الإنذار المبكر الصينية KJ-500 في مصر يلمّح إلى محاولة صينية لعرض قدرات متقدمة في المنطقة، داعياً إسرائيل إلى مراقبة هذا التطوّر عن كثب.
أكد سيلا أن المناورة لا تعني بالضرورة أن مصر تنأى عن واشنطن، بل تمثل رسالة استراتيجية إلى الحليف الأمريكي بأن لدى القاهرة بدائل، خاصة في ظل ما تعتبره تهديدات ومطالب أمريكية متسرعة.
اختتم سيلا بتوصية لإسرائيل بتشجيع تقوية العلاقة الأمريكية-المصرية، والعمل على تعزيز علاقتها مع القاهرة أيضاً، محذّراً من محاولات خلق فجوة بين مصر والولايات المتحدة.
https://www.jns.org/egypt-signals-to-us-it-has-options-after-first-air-drill-with-china/