كشفت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان عن إصابة السجين الشاب السيد أيمن عبد النبي، البالغ من العمر 21 عامًا، والمحتجز حاليًا في قسم شرطة المرج بمحافظة القاهرة، بمرض الدرن الرئوي (السُّل)، وسط تجاهل تام من قبل السلطات لأي تدخل طبي عاجل أو توفير رعاية صحية مناسبة لحالته.

السجين الذي يقضي حكمًا بالسجن لمدة عشر سنوات في قضية جنائية، يعيش اليوم داخل ممر ضيق بين غرف الحجز، دون أي إجراءات للعزل الصحي أو رقابة طبية، ما يرفع من احتمالات انتقال العدوى إلى باقي المحتجزين وأفراد الأمن في القسم، بحسب ما جاء في بيان الشبكة الحقوقية.

 

حالة متدهورة وصمت رسمي

وأوضحت الشبكة أن حالة السجين الصحية شهدت تدهورًا كبيرًا على مدار الأشهر الماضية، مشيرة إلى أن أعراض المرض باتت واضحة عليه دون أن يُعرض على أطباء مختصين أو يتم نقله إلى مستشفى مجهز للتعامل مع هذا النوع الخطير من الأمراض.

وأكدت الشبكة أن ما يتعرض له الشاب أيمن يُعد انتهاكًا صارخًا لحقوقه الدستورية والإنسانية، لاسيما حقه في الحياة والرعاية الصحية المنصوص عليه في الدستور، وكذلك في المعاهدات الدولية التي وقّعت عليها مصر، ومنها العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، وقواعد نيلسون مانديلا الخاصة بمعاملة السجناء.

 

دعوات للتحرك الفوري والتحقيق

ودعت الشبكة الحقوقية إلى نقل السجين فورًا إلى مستشفى متخصص في علاج مرض السل، وتطبيق البروتوكولات الطبية المعتمدة لعلاج حالته قبل أن تتدهور أكثر، مطالبة في الوقت نفسه بـ"فتح تحقيق عاجل" حول أسباب الإهمال الطبي الجسيم الذي طاله، ومحاسبة المسؤولين الذين تسببوا في تعريض حياته للخطر، وكذلك أرواح السجناء والعاملين داخل القسم.

 

كارثة صحية محتملة في بيئة غير آدمية

الدرن الرئوي من الأمراض المعدية شديدة الخطورة وسريعة الانتشار، خصوصًا في البيئات المغلقة والمزدحمة ومحدودة التهوية مثل مراكز الاحتجاز، ما يجعل الوضع في قسم شرطة المرج بمثابة قنبلة موقوتة إذا لم تتدخل الجهات المعنية فورًا لاحتواء الأزمة الصحية قبل فوات الأوان.

وتأتي هذه الواقعة في ظل تزايد التقارير الحقوقية التي توثق أوضاع الاحتجاز غير الآدمية، وخصوصًا غياب الرعاية الطبية عن آلاف السجناء، ما جعل حالات الوفاة نتيجة الإهمال الطبي تتكرر خلال السنوات الماضية دون تحرك ملموس من السلطات.

https://www.facebook.com/ENHR2021/posts/701147935599602?ref=embed_post