نعى ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي المهندس نصر قطب، الذي كان يسكن شارع عين شمس بالقاهرة، ويعود أصله إلى العليقات بين أبو زعبل والخانكة بمحافظة القليوبية، حيث ورى جسده الثرى قبل أيام بعد صراع مع المرض، والمعاناة من حرمانه من ابنيه عبدالرحمن نصر ومؤمن نصر للعام العاشر على التوالي منذ اعتقالهما في 2015 بسجون عبدالفتاح السيسي زعيم الانقلاب الدموي.

ومن صلاة الجنازة بعد الظهر بمسجد التوبة بشارع بقطر متفرع من شارع عين شمس إلى الدفن بمدافن أبو زعبل، كانت الدعوات تأتي تباعًا من كل من عرفه شخصيًا أو علم بقصته من البلاء في عهد المنقلب، ومنها ما كتبه أحدهم "اللهم ارحمه، واجعل قبره منارًا مستضاءً لا يشكو فيه ظلمةً ولا ضيقًا، وبشّره بروحٍ وريحان، وجنّة النعيم، يا أرحم الراحمين".

المحامي (فاتح) على فيسبوك قال "لا حول ولا قوه إلا بالله.. إن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، ولا نقول إلا ما يُرضي ربنا، إنا لله وإنا إليه راجعون".

الشيخ نصر قطب والد عبدالرحمن وعبدالمؤمن المحبوسين بقالهم 10 سنين توفي.. نعم الرجل الصابر المحتسب ربنا يرحمه ويغفر له ويجزيه جزاء الصابرين ويسكنه الفردوس الأعلى.. نسألكم الدعاء لزوجته وأولاده بالصبر".

ابن خالته عصام عبدالفتاح (‏Essam AbdelFatah) نشر مكان الجنازة بقلب يعتصره الألم على المقابر، أما المحامي (عبدالرحمن بدوي) فكتب "رحل الأب ومازال الأبناء في غياهب السجن، رحل الأب إلى الله شاكيًا.. رحل الحاج نصر قطب وقد امتلأت رفوف مكتبه بقضايا أبنائه عبدالرحمن وعبدالمؤمن القضية تلو القضية، إلى الله المشتكى وعند الله تجتمع الخصوم.".

https://www.facebook.com/photo/?fbid=2936598199842292&set=a.455834717918665

وشارك أبو حمزة القحطاني‏ مع ‏ولاء رفاعي سرور هذا النعي قائلاً: "إنّا لله وإنّا إليه راجعون.. وفاة الرجل الصالح، القلب الطيب، المهندس نصر قطب.. ابتُلي رحمه الله بلاءً شديدًا في أبنائه عبد الرحمن وعبد المؤمن، فقد تم أسرهما في 2015م ولليوم هما في الأسر!.. وعانى معاناة شديدة في زيارة أبنائه هنا وهناك على مدار هذه السنوات التي ابتُلي فيها بالأمراض والعمليات.. وكان يتمنى رؤية أبنائه سالمين في بيته بعد سنوات الأسر والعذاب، فليس عنده من الذكور غيرهما، ولكن الملتقى الجنّة بإذن الله.".

ودعا الله "فنسأل الله تعالى أن يرحمه رحمة واسعة ويرفع درجاته ويدخله الجنة بلا حساب ولا سابقة عذاب، ويحشره مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، ويربط على قلب زوجته وأولاده، ويفك أسر عبد الرحمن وعبد المؤمن وأسر كل مسلم.".

https://www.facebook.com/photo/?fbid=672371465746590&set=a.121336187516790

 

الزيارة الأخيرة

جاره إبراهيم شكري قال: "..هذا الرجل سيُحرم أن يصلي عليه ولداه، فلا يحرم صلاتكم عليه ودعاءكم له ولولديه، واخلفوهم في أبيهم بخير.. خلال زيارتي الأخيرة له طلبت منه النصيحة (ولا أسألها مطلقة هكذا إلا من أحسب له حالاً مع ربه) فقال: "تعيش في جنب الله، ييسر الله لك أمر الدنيا والآخرة"..

وأضاف "هذا الرجل أحسبه من الصابرين والله، ولا أزكيه على الله.. كان رجلا صاحب مواقف وكان عزيزًا عفيفًا، ابتلاه الله في أعز ما يملك (اعتقال ولديه منذ 10 سنوات، والأمراض التي أكلت صحته) فما علمته إلا صابرًا محتسبًا.".

وتابع "قال لي: مش خايف من الموت، الله رحمته واسعة، لكن قلقان من بهدلة المرض!.. فكيف يموت، يتوضأ أمس للصلاة، فيشتد عليه المرض فينشط للذهاب للمستشفى (على قدميه) ليتوفاه الله هناك عزيزًا شريفًا، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا. ألا لله ما أخذ ولله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى.. وإنا لله وإنا إليه راجعون".