أنهى** السيسي جولة خليجية شملت قطر والكويت لتعزيز التعاون السياسي والاقتصادي في ظل تصاعد التوتر الإقليمي، خاصة في البحر الأحمر وهجمات المقاومة على السفن في البحر الأحمر، إثر تداعيات الإبادة التي يتعرض لها قطاع غزة.**

وتأتي هذه الزيارة، التي تشمل قطر والكويت، في توقيت يحمل دلالات سياسية واقتصادية، في ظل تزايد الفشل الاقتصادي المصري.

جولة قطر

وأجرى السيسي لقاءً مع ممثلين عن مجتمع الأعمال القطري، حثهم من خلاله على زيادة استثماراتهم في مصر، مشيراً إلى توفر بيئة استثمارية واعدة مدعومة ببنية تحتية قوية وموقع استراتيجي وتكلفة تنافسية.

التفريط في الأصول

وأكد السيسي استعداد مصر لطرح مليونين إلى 3 ملايين فدان للاستصلاح الزراعي، والانفتاح على شراكات مع القطاع الخاص، يشمل المستثمرين القطريين.

ودعا إلى الاستثمار في قطاعات اللوجستيات وصناعة السيارات، خاصة الكهربائية، مشدداً على أهمية التكامل الاقتصادي العربي في مواجهة التحديات العالمية.

وتأتي هذه الزيارة في إطار تعزيز العلاقات الثنائية التي شهدت نمواً ملحوظاً منذ عام 2021، حيث كانت هناك زيارات متبادلة بين القادة في الأعوام الأخيرة، تم خلالها توقيع عدة مذكرات تفاهم في مجالات الموانئ والشؤون الاجتماعية، فضلاً عن التعاون بين صندوق مصر السيادي وجهاز قطر للاستثمار.

وارتفعت قيمة التبادل التجاري بين البلدين إلى 128.4 مليون دولار، مقابل 72.1 مليون دولار في عام 2023، بدعم من زيادة الصادرات المصرية التي بلغت 93.4 مليون دولار.

وسجلت الاستثمارات القطرية في مصر ارتفاعاً إلى 618.5 مليون دولار في العام المالي 2023 - 2024، مقابل 548.2 مليون دولار في العام السابق، بينما بلغت استثمارات مصر في قطر 171.5 مليون دولار، مقارنة بـ 86.8 مليون دولار.

وتعمل حالياً في السوق القطرية 110 شركات مصرية، في حين تنشط 261 شركة قطرية في السوق المصرية، بإجمالي استثمارات تصل إلى 2.2 مليار دولار، وتتوزع هذه الاستثمارات على عدة قطاعات، منها 249 مليون دولار في قطاع السياحة، و208 ملايين دولار في قطاع الإنشاءات، و36 مليون دولار في القطاع الصناعي.

فيما تقدر الاستثمارات القطرية المباشرة في مصر خلال السنوات الثلاث الماضية بنحو 1.3 مليار دولار، بحسب بيانات البنك المركزي المصري.

بالإضافة إلى ذلك، يوجد نحو 6000 شركة مشتركة بين الجانبين القطري والمصري، كما أعلنت قطر مؤخراً عزمها ضخ استثمارات جديدة في مصر بقيمة 5 مليارات دولار.

زيارة الكويت

والتقى السيسي في ثاني جولاته بأمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، إلى جانب عدد من كبار المسؤولين الكويتيين، من بينهم ولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، والنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الشيخ فهد يوسف سعود الصباح.

وأوضح الشناوي أن هذه اللقاءات تهدف إلى دعم العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، ومتابعة الملفات الاقتصادية والاستثمارية المشتركة، في سياق يعكس تقارباً سياسياً متزايداً بين القاهرة والعواصم الخليجية.

من جانبه، قال مساعد وزير الخارجية المصرية الأسبق، السفير محمد حجازي، إن زيارة عبد الفتاح السيسي إلى قطر والكويت تأتي في توقيت بالغ الأهمية، في ظل دخول جهود الوساطة الإقليمية المتعلقة بغزة مرحلة دقيقة.

تسول اقتصادي

بدوره يقول المحلل السياسي إبراهيم دشتي إن زيارة السيسي إلى الكويت ن الكويت الداعم الاقتصادي لمصر عبر الدعم الحكومي ومشاريع الصندوق الكويتي للتنمية، بالإضافة إلى وجود عدد كبير من العمالة المصرية في الكويت، من أجل تمديد الودائع الكويتية المستحقة صرفها في الأشهر القادمة.

ويعملالسيسي على زيادة استثمارات الكويت في مصر التي  تعد بنحو 20% خلال 2025 لتصل إلى 5.3 مليارات دولار في عدة قطاعات، وفق صحيفة اقتصاد الشرق مع بلومبيرغ.

ويبلغ عدد المشروعات الاستثمارية المشتركة بين البلدين نحو 1431 مشروعاً، وتأتي الكويت في المركز الخامس بقائمة أهم الدول المستثمرة في مصر والثالثة عربياً بعد الإمارات والسعودية.

وتقدر الاستثمارات الكويتية في القاهرة خلال السنوات الثلاث الماضية بنحو 1.2 مليار دولار، في حين بلغ التبادل التجاري بين البلدين خلال العام الماضي نحو 507 مليون دولار.

وبلغ الدين العام المصري العام الماضي حوالي 11,457 مليار جنيه مقابل 8,609 مليارات في 30 يونيو 2023. 

كما تستمر خسائر الجزء الأكبر من الهيئات الاقتصادية المصرية كل عام، إذ حققت 14 هيئة خسائر في العام (عجز النشاط) بلغت جملتها نحو 14 مليار جنيه بنقص نحو 15.1 مليار جنيه بنسبة 52% عن الربط الأصلي البالغ نحو 29.1 مليار جنيه، مقابل نحو 14.4 مليار جنيه لعدد 16 هيئة للسنة المالية 2023/2022 بنقص نحو 470.8 مليون جنيه بنسبة 33%.