بعد أكثر من عام على واحدة من أعنف الأزمات الإنسانية في السودان، تشهد المعابر الحدودية مع مصر حركة نزوح معكوس غير مسبوقة، حيث يتكدس آلاف السودانيين في معبري أرقين وإشكيت خلال عودتهم الطوعية إلى بلادهم، وسط نقص حاد في الخدمات وغياب التنسيق اللوجستي الكافي.
فمنذ إعلان الجيش السوداني سيطرته على مناطق استراتيجية في الخرطوم والجزيرة وسنار والنيل الأبيض، تسارعت وتيرة العودة من المحافظات المصرية، خاصة القاهرة الكبرى وأسوان، في مشهد يعكس تحوّلًا في اللاجئين ورغبة متزايدة في استعادة الحياة داخل السودان، رغم هشاشة الأوضاع الإنسانية هناك.
2500 عالق على الحدود.. والمعابر غير مهيأة
تظهر الصور الواردة من معبر أرقين طوابير طويلة من السودانيين المنتظرين العبور، بينما تقف حافلاتهم لأيام على الجانب المصري، في انتظار السماح لها بالتحرك نحو الداخل السوداني.
ووفقًا لمفوض العون الإنساني بالولاية الشمالية، عبد الرحمن علي خيري، فإن قرابة 2500 شخص عالقون حاليًا في المعبر، ويفتقرون لأبسط مقومات البقاء من مياه وغذاء ورعاية صحية ومأوى.
وأضاف خيري أن المعابر الحدودية "غير مهيأة" لاستيعاب هذه الأعداد، خاصة في ظل الزيادة المفاجئة في عدد الحافلات، والتي باتت تصل إلى 50 حافلة يوميًا تقل نحو 1250 شخصًا.
انفجار في معدلات العودة بعد العيد
شهدت حركة العودة ارتفاعًا لافتًا عقب انتهاء شهر رمضان وعيد الفطر، حيث كانت الأرقام في مارس تتراوح بين 10 إلى 15 حافلة يوميًا، قبل أن تتضاعف بشكل كبير في أعقاب العيد.
ووفق مصادر محلية، تسبب هذا الارتفاع في اختناق مروري بمدينة أبو سمبل، وتكدس غير مسبوق داخل المعبرين، مع غياب تنسيق مشترك بين الجانبين المصري والسوداني لتنظيم حركة العبور.
اجتماعات حكومية لحل الأزمة.. والحلول بطيئة
وعلى الجانب السوداني، عقد والي الولاية الشمالية عابدين عوض الله اجتماعًا طارئًا ضم مفوض العون الإنساني عبد الرحمن علي خيري، وأمين الشؤون الاجتماعية منال مكاوي، وأمين ديوان الزكاة الهادي محمد أحمد، لبحث خطة عاجلة لتقديم المساعدات وتسهيل عبور العائدين ضمن برنامج "العودة الطوعية".
لكن حتى اللحظة، لا تزال الحلول نظرية وبطيئة، بحسب تقارير ميدانية.
نزوح سابق يتبدد؟
منذ اندلاع الحرب في السودان في أبريل 2023، فر أكثر من 1.5 مليون سوداني إلى مصر، من أصل نحو 3.9 ملايين لاجئ عبروا إلى دول الجوار.
والآن، مع التقدم العسكري للجيش، بدأ جزء من هؤلاء في العودة، رغم عدم اتضاح الرؤية السياسية أو الأمنية الكاملة داخل السودان.
شاهد:
https://www.youtube.com/watch?v=5Sc5F3Icrtg
https://www.instagram.com/ajplusarabi/reel/DIJQPbqtWTw
https://www.instagram.com/reel/DIJmcszI5T2