قبل ساعات من تحري هلال العيد بدأ الصراع السنوي في تحديد العيد بين الرؤية والحساب وكأن هذا وذاك متناقضان، خاصة عندما نمر بحالةٍ فلكيةٍ كالتي نمر بها هذا العام فيما يخص الفرق بين ولادة الهلال، ورؤيةِ الهلال، حيث يولد الهلال بالفعل دون التمكن من رؤيته في مناطق واسعة من العالم الإسلامي، بسبب كون توقيت ولادته يأتي في لحظةٍ يصعب أو يستحيل معها رؤيته في أغلب تلك البلدان..!
والواقع أن الموضوع أوسع من ذلك.. فالعيد سيكون الأحد في حالتين:
- الأولى: من يأخذ بولادة الهلال نفسها لتحديد بداية الشهر (كتركيا)، فإن العيد عندهم سيكون الأحد، وذلك دون اشتراط الرؤية بالعين.
فبما أن الهلال سيولد السبت يقيناً، فإن العيد في تركيا سيكون يوم الأحد دون اشتراط رؤيته.
الثانية: من أخذ بإمكانية الرؤية في أي مكان في الأرض قبل طلوع الفجر في بلدته - وإن لم يُرَ في بلدته - سيكون عنده العيد يوم الأحد، وموعد ولادة الهلال هذا العام في وقت متأخر نسبياً يعني أنه يمكن أن يُرَى في وسط وغرب الولايات المتحدة في وقت الغروب هناك، قبل أن يطلع الفجر في منطقة شرق بحر الأبيض المتوسط (الشام ومصر والعراق وشبه الجزيرة العربية).. فسيكون العيد يوم الأحد بناء على ذلك.
وأما في الحالة الثالثة، وهي عند من يشترط رؤية الهلال عند أهل البلد نفسها لتحديد بداية الشهر، فإن الهلال لن يكون مرئياً يوم السبت في بلاد الشام وما حولها، فيكون العيد في هذه الحالة يوم الإثنين.
ولكل رأي من تلك الآراء الثلاثة وجهه الشرعي المعتبر لدى الفقهاء بما يضيق المجال هنا عن شرحه.
ولهذا فإن أخذت الدولة بأحد الرأيين الأول أو الثاني فلا ضير، ولا حاجة لقضاء يومٍ في هذه الحالة كما ينادي البعض اليوم.. وإن أخذت الدولة بالرأي الثالث فلا ضير كذلك.