شهد قطاع غزة فجر أمس الثلاثاء واحدة من أكثر الهجمات الإسرائيلية دموية، حيث استُهدفت الملاجئ المؤقتة التي تؤوي العائلات الفلسطينية، ما أسفر عن استشهاد مئات الأشخاص، بينهم أكثر من 130 طفلًا، في أكبر حصيلة وفيات للأطفال خلال يوم واحد في عام، وفقًا لما أعلنته المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، كاثرين راسل.
الهجمات تستهدف الأطفال والملاجئ المؤقتة
أكدت راسل في بيان رسمي أن المشاهد الواردة من غزة تعكس مدى فظاعة الوضع الإنساني، مشيرةً إلى أن القصف استهدف أماكن يُفترض أنها آمنة، حيث كان الأطفال والأسر ينامون.
وأضافت أن هذه الحوادث المأساوية تُظهر أن "لا مكان آمن في غزة"، في ظل تصاعد القصف الإسرائيلي واستمرار منع دخول المساعدات الإنسانية.
وأشارت المسؤولة الأممية إلى أن أكثر من 16 يومًا مضت دون دخول أي شاحنات مساعدات إلى القطاع، ما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية وزيادة معاناة الأطفال الذين يواجهون الموت والجوع والخوف بشكل يومي.
تصعيد إسرائيلي وانهيار اتفاق وقف إطلاق النار
جاءت الغارات الإسرائيلية الأخيرة بعد انهيار اتفاق وقف إطلاق النار الهش الذي تم التوصل إليه في يناير الماضي بوساطة قطرية ومصرية وأمريكية.
وعلى الرغم من أن الاتفاق شهد تنفيذ مرحلة أولى من تبادل الأسرى ووقف مؤقت لإطلاق النار، فإن حكومة بنيامين نتنياهو تواصل المماطلة في تنفيذ المرحلة الثانية، التي تشمل الانسحاب الكامل من قطاع غزة ووقف العمليات العسكرية.
وبحسب وزارة الصحة في غزة، فقد أسفرت الهجمات الأخيرة عن استشهاد أكثر من 400 فلسطيني وإصابة أكثر من 500 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، في ظل استمرار عمليات البحث عن المفقودين تحت أنقاض المباني المدمرة.
دعوات دولية لوقف العنف فورًا
طالبت المديرة التنفيذية لليونيسف بوقف فوري للهجمات، مؤكدة ضرورة احترام القانون الإنساني الدولي، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين.
كما دعت إلى الإفراج عن جميع الرهائن، مشددة على أن الأطفال الفلسطينيين يعانون أوضاعًا كارثية نتيجة للحرب المستمرة منذ أكثر من 15 شهرًا.
بدورها، دعت حركة حماس الوسطاء الدوليين إلى التدخل الفوري لإجبار إسرائيل على تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق الهدنة، محذرةً من استمرار المجازر بحق المدنيين في غزة.
كارثة إنسانية بدعم أمريكي
منذ 7 أكتوبر 2023، تشنّ إسرائيل بدعم أمريكي هجومًا واسع النطاق على قطاع غزة، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 160 ألف فلسطيني وإصابة مئات الآلاف بجروح، معظمهم من الأطفال والنساء، كما تشير التقديرات إلى وجود أكثر من 14 ألف مفقود تحت الأنقاض.