ميدل إيست آي: غزة هي وطن فلسطيني وليست منتجع ترامب الفاخر
الخميس 6 فبراير 2025 01:00 م
في تصريحات أدلى بها ستيف ويتكوف، مطور العقارات الملياردير وموفد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، قال: "الناس يتحركون شمالًا للعودة إلى منازلهم ورؤية ما حدث، ثم يلتفون ويغادرون... لا ماء ولا كهرباء". ولكن إذا نظرنا عن كثب، سنكتشف أن هذه ليست مجرد كلمات عابرة بل هي خطة مرسومة.
هذه هي النتيجة التي يريدها ترامب، والتي بدأ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تنفيذها بالفعل. لم تكن غزة يومًا من أجل إعادة البناء، بل كانت لتكون فارغة مدمرة وممحوة.
بالنسبة لترامب وويتكوف، فإن غزة ليست وطنًا لشعبها؛ بل هي فرصة لتطوير عقاري، قطعة ذهبية من الساحل المتوسطي تنتظر أن يتم "إعادة تخصيصها" بمجرد أن يتم إزالة سكانها.
هذا يوضح كيف يرى ترامب غزة، مشيدًا بموقعها "الرائع" على البحر وبطقسها "الأفضل"، كما لو كان يتفقد أرضًا لمشروع منتجع فاخر. هو لا يرى غزة كجزء من فلسطين ولا كأرض تنتمي لشعبها؛ بل يعتبرها فرصة لمستثمرين أغنياء، وملعبًا للسياح والغرباء – الجميع باستثناء الفلسطينيين في غزة.
لكن غزة ليست عقارًا للبيع. إنها ليست مشروعًا للتطوير أو منتجعًا للأجانب. غزة هي جزء من فلسطين.
أميركا أنفقت مليارات الدولارات وأطلقت آلاف الأطنان من القنابل ودمّرت 70٪ من مباني غزة، لكن القنابل لم تكن تهدف إلى تمهيد الطريق لإعادة البناء، بل لضمان عدم وجود شيء يمكن إعادة بنائه. فكرة أن سكان غزة المتبقين - أولئك الذين لم تقتلهم القنابل - سيتم السماح لهم بالعودة إلى أراضيهم لم تكن جزءًا من الخطة.
لقد أصبح ترامب واضحًا في موقفه: لا بديل عن الطرد. في مؤتمر صحفي حديث، تحداه أحد الصحفيين حول اقتراحه بأن يتم نقل الفلسطينيين من غزة إلى الأردن أو مصر، متسائلًا عما إذا كان سيتم استخدام الضغوط مثل الرسوم الجمركية لإجبار هذه الدول على قبول ذلك. كان رد ترامب باردًا وقاطعًا: "سيفعلون ذلك. سيفعلون ذلك. سيفعلون ذلك".
هذه ليست استراتيجية سياسية، بل هي حرب توراتية. إعلان بأن الفلسطينيين في غزة يجب أن لا يتم فقط احتواؤهم أو احتلالهم، بل يجب طردهم.
لقد بنى ترامب إرثه السياسي على مكافحة الهجرة، إغلاق الحدود وبناء الجدران وحظر اللاجئين ومعاملة الهجرة كتهديد وجودي للولايات المتحدة. لكنه عندما يتعلق الأمر بالفلسطينيين، أصبح هو المهندس للهجرة القسرية.
خطة ترامب "صفقة القرن" كانت تتضمن، رغم تحيزها الكبير لصالح إسرائيل، الاعتراف بغزة كجزء من الدولة الفلسطينية المستقبلية، لكن حتى هذا الاعتراف لم يعد مقبولًا بالنسبة له. هو الآن يروج لخطة طرد سكان غزة نهائيًا.
تتمثل هذه السياسة في فكرة الترحيل القسري كحل "إنساني"، وهو تكرار للممارسات العنصرية والإقصائية التي أيدتها الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة.
ورغم كل هذا، فإن شعب غزة يواصل مقاومته. مئات الآلاف ساروا نحو الشمال، عبر محور نتساريم، مؤكدين حقهم في العودة إلى منازلهم المدمرة. هم لا يسيرون نحو مأوى، بل نحو حفريات من الغبار، نحو قبور أحبائهم المدفونة تحت الأنقاض. هم يسيرون نحو ما كان قد تم تصميمه ليكون مقبرة لهم.
لكنهم يسيرون لأن التاريخ لا ينتمي إلى المحتل. الفلسطينيون في غزة لم يتركوا أراضيهم، ولن يغادروا.