عن صفقة القرن 2، يتداول ناشطون إصرار ترامب على إنفاذ أبو حسين (ملك الأردن) وأبو محمود (منقلب مصر) لتهجير نحو مليون ونصف المليون إلى سيناء قائلا: "سيفعلون. سوف يُنفِّذون ذلك. فنحن نفعل لهم الكثير، وسوف يفعلونها!"

ويجري في النهر ماء كثير، على سبيل التعجب من سبب تأكد الرئيس الأمريكي الذي أصبح ظاهرة صوتية يهدد التصريحات على غرار تصريح "أبواب جهنم" الذي أحتاطت له تل أبيب سريعا، وأنفذت نفس الاتفاق الذي عرضه بايدن في مايو الماضي!
 

هل هو تلميع للمنقلب؟
   
ولكن رؤية تدور حول تلميع المنقلب على مستوى شعبي، بمساندته في مظاهرات "هدد" بها للوقوف أمام ترامب؟! حيث أن من يحرجمون لترحيلهم كانوا سباقين كما كان طوفان الأقصى في العودة الجماعية المتزامنة لشمال غزة غير عابئين بالجنود المعسكرين في محور نتساريم.

أصحاب الطرح يبالغون عندما قال أحد أبرز لجان جهاز المخابرات إن "الخلاصة: ما يفعله ترامب ويصر عليه سيؤدي للصدام العسكري الإسرائيلي مع مصر، فهو يفعل ذلك بناء على ضغوط من اللوبي الصهيوني الذي يستعجل إنهاء القضية، وثقتي أن القيادة المصرية على علم بطبيعة ومستقبل هذه الضغوط وهي مستعدة للرد عليها بأساليب سنراها في الأيام المقبلة..".

وتناول سامح عسكر @sameh_asker، أنه ".. عمليا هذا هو أقوى اختبار للإدارة المصرية الحالية في تاريخها، ربما أقوى من اختبار الإخوان والصراع الممتد معهم منذ عام 2013"، مضيفا أن "ترامب لا يعبأ بالتاريخ أو الجغرافيا أو الثقافة، بل يعبأ بشئ واحد فقط هو تحقيق الحلم الصهيوني بإسرائيل الكبرى، وقبل توليه المسؤولية وهو دائم الحديث عن ضرورة توسيع مساحة إسرائيل..".

وتابع: "ربما الولايات المتحدة في السبعينيات كانت أعقل كثيرا في ظل إدارة نيكسون وكارتر، ولم يكونوا متحمسين لتوسع مساحة إسرائيل بهذه الدرجة، أما ما نراه الآن سيؤدي لاندلاع حرب إقليمية أخرى بين إسرائيل ودول المنطقة لعدة أسباب:

1- مصر ومنذ العهد الملكي جربت فكرة تهجير الفلسطينيين بدعوى إعادة الإعمار ، ثم تحول التهجير المؤقت لدائم
وأردف، "تخيل حضرتك الفلسطينيون الذين هجروا إلى لبنان عام 1948 كانت ظروفهم مثل سكان #غزة الآن، حيث هدمت منازلهم واستشهد أقاربهم، وقيل لهم اطلعوا خارج المدن والقرى لحين بناءها.. ثم فوجئوا بقدوم المستوطنين الأجانب من أوروبا للسكن في منازلهم والسطو على أراضيهم، وكلما حاول الفلسطيني في لبنان استرداد أرضه المسلوبة يتهموه بالإرهاب، ويقتلوه بدعوى حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها".

الجزء التلميعي في القصة
   وأكمل "عسكر" أنه "لذلك قال (...) مصر أن هذا ظلم لا يمكن لمصر أن تشارك فيه نظرا للتجربة التاريخية السابقة.. ولأن مصر ترفض تجربة المخيمات لأثرها السلبي على القضية برمتها.. " مضيفا:

2- "سيناء تمثل في العقيدة المصرية الحديثة أرض نضال وكفاح وعمل عسكري، وفكرة السطو عليها ولو بشكل مدني بتهجير سكان فلسطين إليها يمثل تعديا عسكريا يستوجب ردا عسكريا فوريا..".
وأضاف أن "لاحظ أن خطاب إسرائيل والولايات المتحدة بضرورة فتح المعبر لتهجير الفلسطينيين يتطابق كليا مع خطاب جماعة الإخوان المسلمين ودعايتها بضرورة فتح المعبر لمرور سكان غزة، وهو تطابق يثير النظر حول دوافع الجماعة من إطلاق تلك الدعوات، وشيطنة الجيش المصري بناء عليها.. ".

وتضامنا مع الغزاوية كتب:

3- "تهجير سكان غزة لسيناء هو تصفية تامة للقضية الفلسطينية، وهذا يمثل خطرا محدقا على الأمن القومي المصري، لعلم القيادة المصرية منذ زمن عبدالناصر أن مصر هدفا إسرائيليا باحتلال القاهرة، وإنشاء دولة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات..".
مردفا، "يعني مصر تتعامل مع فلسطين و إسرائيل بنظام أكلت يوم أكل الثور الأبيض، لذا فلم تضع مصر أي مكون فلسطيني على لائحة الإرهاب برغم خلاف الأفكار مع بعضهم، وهي صديقة لكل مكونات شعب فلسطين، وتدعم حقهم في إنشاء دولتهم، ومن يسمع خطابات الرئيس المصري الآن سيراها لم تتغير عن خطابات عبدالناصر والسادات ومبارك.".

وفي قول حق يراد به باطل أشار "عسكر" إلى أن:

4- "إسرائيل يحكمها تيار ديني متطرف منذ زمن، وتراجع العلمانيون حتى. لم يعد لهم أثرا في منظومة الحكم، وهذا التيار شديد العداء ليس فقط لفلسطين بل للعرب كافة، ولمصر بالخصوص لأسباب تاريخية ودينية مذكورة في العهد القديم .".محذرا من أن "تشجيع ترامب لهذا التيار هو تشجيع للصدام العسكري مع مصر حتما، لذا فقد يكون الرجل جاهلا بطبيعة من يدعمه، لكنه ليس جاهلا بما حدث في غزة، وهو ثمرة من ثمرات ذلك التطرف الديني المعادي للعرب..".!
https://x.com/sameh_asker/status/1885101476231422027
 

لسنا عبط
وفسر الفنان عمورواكد هذه المقولة  وعبر @amrwaked دخل بدفوع المناهضين لحشر السيسي فجأة وفق إبراهيم عيسى لتقديم شكر له على عودة النازحين لشمال غزة!

وقال "واكد": "كلنا يعلم علم اليقين أن عبد الفتاح السيسي قال في مقابلة له مع ترامب انه داعم وبشدة لصفقة القرن، وربما اختلفت الأراء حول تفاصيل الصفقة، لكن غالبية التفاصيل التي نشرت على مسئولية من نشرها خاصة في الغرب قالت ان الصفقة تتضمن تهجير فلسطيني غزة.".

وأضاف، "وتدور السنين ويثبت القدر أن السيسي ليس على قدرة تنفيذ هذا الوعد الذي ربما كان أهم الوعود التي ثبتت حكمة الفاسد طيلة هذه السنين الطويلة،".

ورأى أنه "مما لا شك ان الآن هناك عدم رضا من أمريكا على نظام السيسي، ومنطقي ان نتوقع ان هناك جهود كثيفة أمريكية لوجود بديل لعبده المتاح، وفور صناعة بديل التاريخ يقول انهم سيطيحون به، ويأتون بمن هو أكثر قبح وخيانة لقضية أمتنا.".

وأردف، "هذا البديل سيضمن مال الخليج الذي أفسد مصر وظلم شعبها ودمّر مشهدها السياسي بالكامل. وسيكون شخص لسه جعان ومشحون برغبة عميقة لإثبات نفسه لأسياده، وسيشرع في تنفيذ المشروع ربما بطرق أخرى، أكثر إغراءً منها صداماً.".

وأشار إلى أن "هذا المستقبل الأمريكي لمصر يشغل بال الكثير مما تبقى من القوى الوطنية في مصر، وهو ما يستغلّه النظام الساقط اليوم لكي يحشد اصطفاف حوله في لحظة حرجة بالفعل، ومن لا يخشى عواقبها اصبح من التيوس."، مستدركا "لكن هل الاصطفاف وراء مجرم من مجرمين الأساطير لأنك خائف إنقاذ؟ ".

وفي سؤال استنكاري، أوضح "هل نصطف مع من حاصر غزة واتحد مع عدوهم من اجل إنقاذ غزة؟ هل نحن بهذا العبط؟ هل كل قرار يجب ان نتخذه لابد ان يكون العامل الأساسي فيه هو الخوف وليس الشجاعة؟".

وأكد أن "ما تحتاجه مصر العظيمة هو فقط استبدال ذلك الخوف بالشجاعة، نحتاج جيل يضرب بعرض الحائط كل مخططاتهم وينزل يسترد ملكه وحقوقه ويحاسب كل موظفين الاستعمار الواطئين.".

وأعتبر أن ما يحدث من السيسي وترامب كلاهما مكيدة فحذر من تصديقها قائلا: "اما ان يستسلم الشعب لكل أنواع المكائد التي تدار ضده حتى ان تتحقق وتنجح، وان يأتي غيرها من بعدها ويكتفي بأن يكون متفرج على كل من تصارع على مقدراته، أو لا ينتظر لحظة ويلد جيل الشجاعة اليوم قبل غدا وينزل حلبة المصارعة وينتصر.".

وكان الرفض الشرعي هو أن "الثورة هي الحل.".
https://x.com/amrwaked/status/1885055744933790089

وأيده الأكاديمي د. عصام عبد الشافي  عبر @essamashafy وكتب "كيف تتنتظر ممن مارس التهجير في حق من يُفترض أنهم شعبه أن يقف ضد تهجير شعب ليس شعبه؟.. من قام بتهجير سكان #رفح_المصرية وتشريد أهلها واعتقال أبنائها، هل يقف ضد تهجير سكان #رفح_الفلسطينية وسكان #غزة ؟.. حاكم بلا شرعية كيف يدافع عن الشرعية؟.. #أفيقوا_يرحمكم_الله".
https://x.com/essamashafy/status/1884500486457331737

وبحسب مراقبين، فإن ولاية ترامب الثانية للولايات المتحدة الأمريكية يغلب عليها حتى الأن طابع الظاهرة الصوتية لأجل تحقيق مصالح سياسية وعسكرية و إقتصادية دون إراقة الدماء أو تتحول إلى ظاهرة دموية خارج نطاق السيطرة لحفظ المصالح الأمريكية بفرط من القوة موقعها الشرق الأوسط.