حذّر برنامج الغذاء العالمي، من أن الجهود المبذولة لتوسيع نطاق المساعدات الغذائية في السودان تعرقلها الصراعات المسلحة المستمرة، مما يزيد من تفاقم أزمة الجوع المتدهورة بالفعل، وفقًا لوكالة الأناضول.
وعلى الرغم من إطلاق عملية واسعة النطاق لمساعدة ما يصل إلى 7 ملايين شخص، أفاد البرنامج بأن القوافل الإنسانية تواجه تأخيرات شديدة، خاصة في المناطق المتضررة من المجاعة.
وقال أليكس ماريانيلي، المدير القطري المؤقت لبرنامج الغذاء العالمي في السودان: "لقد حققنا تقدمًا كبيرًا في إيصال المساعدات إلى المناطق التي يصعب الوصول إليها خلال الأشهر الثلاثة الماضية، لكن هذه الجهود لا يمكن أن تكون مجرد أحداث متفرقة".
وأوضحت الأمم المتحدة أن قافلة يقودها برنامج الغذاء العالمي كانت متجهة إلى المناطق المتضررة من المجاعة في دارفور، لكنها توقفت لما يقارب ستة أسابيع بسبب العرقلة المستمرة من قوات الدعم السريع، وهي مجموعة شبه عسكرية منخرطة في صراع على السلطة مع الجيش السوداني منذ أبريل 2023.
وقد توقفت القافلة المكونة من 40 شاحنة، التي عبرت حدود "أدري" في ديسمبر، لما يقارب ثلاثة أسابيع قبل أن يتم تحويل مسارها بسبب مطالب إضافية من قوات الدعم السريع.
وعندما وصلت أخيرًا إلى وجهتها في وقت سابق من هذا الأسبوع، استغرقت الرحلة ثلاثة أضعاف المدة المعتادة، مما أدى إلى تفاقم نقص الغذاء في المجتمعات التي تعاني حاجة ماسة.
وأضاف ماريانيلي: "نحن بحاجة ماسة إلى إيصال المساعدات بشكل مستمر إلى العائلات في المناطق الأكثر تضررًا، والتي كانت أيضًا الأكثر صعوبة في الوصول إليها".
وزاد من حدة الأزمة النقص الحاد في السيولة النقدية في السودان، مما أدى إلى تأخير توزيع المساعدات الغذائية لأكثر من 4 ملايين شخص، حيث أدى شُح الأوراق النقدية إلى تعطيل دفع أجور العمال اللازمين لتحميل ونقل الإمدادات.
ودعا برنامج الغذاء العالمي جميع الأطراف في السودان إلى احترام الحياد الإنساني وإزالة جميع العقبات التي تعيق إيصال الغذاء، مشيرًا إلى أن 24.6 مليون شخص يواجهون انعدامًا حادًا في الأمن الغذائي، و27 موقعًا إما يعانون من المجاعة أو معرضون لخطرها.
