تحولت الاحتجاجات التي شهدتها بعض المدن الإيطالية إلى اشتباكات عنيفة بين المتظاهرين وقوات الشرطة في مدن مثل روما، ميلانو، تورينو، وبولونيا، وذلك عقب إعادة فتح التحقيق في مقتل الشاب المصري رامي الجمل (19 عامًا) في حادث مروع أثناء مطارد

   تحولت الاحتجاجات التي شهدتها بعض المدن الإيطالية إلى اشتباكات عنيفة بين المتظاهرين وقوات الشرطة في مدن مثل روما، ميلانو، تورينو، وبولونيا، وذلك عقب إعادة فتح التحقيق في مقتل الشاب المصري رامي الجمل (19 عامًا) في حادث مروع أثناء مطاردته من قبل الشرطة في مدينة ميلانو في 25 نوفمبر 2024.

بدأت القضية حينما حاولت الشرطة الإيطالية إيقاف دراجة نارية كان يقودها الشاب المصري رامي الجمل، برفقة صديقه التونسي فارس بوزيد، لم يتوقف الشابان استجابة لطلب الشرطة، وقام السائق بالانحراف بسرعة إلى الاتجاه المعاكس مما دفع قوات الأمن لملاحقتهما أثناء المطاردة، اصطدمت الدراجة بسيارة أخرى أو ربما بعمود إنارة، مما أسفر عن مقتل رامي الجمل وإصابة صديقه التونسي بجروح، وفقًا لما ذكرت وسائل إعلام إيطالية.

لكن الأحداث لم تنته عند هذا الحد، وبعد إعادة فتح التحقيق، أكدت النيابة العامة في ميلانو أن التحقيق كشف أن قوات الشرطة تعمدت صدم الدراجة بعمود الإنارة، مما أدى إلى مقتل الشاب المصري.

وبناءً على هذا، وجهت النيابة تهمة القتل العمد إلى ثلاثة من أفراد الشرطة، وهو ما أثار غضبًا واسعًا على مستوى الشارع الإيطالي وعلى منصات التواصل الاجتماعي، حيث طالب المحتجون بالعدالة للمصري الراحل وصديقه المصاب.

   انتشرت الدعوات للمشاركة في المظاهرات التي لبّاها آلاف الأشخاص في مدن مختلفة، وخاصة في ميلانو حيث ردد المتظاهرون شعارات تطالب بالعدالة.

وفي مدينة تورينو، اشتعلت المظاهرات بشكل أكبر حيث قام المحتجون بالهجوم على مركز شرطة، واستخدموا الطلاء والبيض، كما أطلقوا الألعاب النارية على القوات مما دفع الشرطة للانسحاب مؤقتًا.

أما في بولونيا، فقد نشبت اشتباكات مع الشرطة في وسط المدينة حيث استخدم المتظاهرون المفرقعات والقنابل الورقية، مما أسفر عن تحطيم نوافذ البنوك والمتاجر الكبرى.

وقد أثارت هذه المظاهرات ردود فعل متباينة بين المسؤولين الإيطاليين وعائلة القتيل.

رئيسة الوزراء الإيطالية، جورجيا ميلوني، أكدت في تصريحات لها أن الحكومة تدين "من نزلوا إلى الشوارع بدافع الانتقام وليس من أجل القضية"، داعيةً إلى عدم استخدام هذه المأساة كذريعة لإضفاء شرعية على العنف.

وفي الوقت ذاته، أعربت عن تضامنها مع قوات الشرطة وتمنياتها بالشفاء العاجل للمصابين في الاشتباكات.

من جهة أخرى، أصدرت عائلة رامي الجمل بيانًا أدانت فيه العنف الذي صاحب المظاهرات، داعيةً إلى عدم استغلال الحادث لتحقيق أغراض لا علاقة لها بمطالبهم في تحقيق العدالة.

وأكدت العائلة في بيانها على الثقة الكاملة في القضاء الإيطالي والشرطة، مشددة على أن مطالبتهم الوحيدة هي الحصول على الحقيقة والعدالة لرامي.

الفيديو:
https://x.com/Radio1Rai/status/1878328377259528227