في تصعيد متواصل ضمن معركة "أولي البأس"، قامت المقاومة في لبنان (حزب الله) باستهداف قاعدة تدريب تابعة للاحتلال الصهيوني في مستوطنة "كرميئيل" الواقعة في الجليل، وذلك بصلية صاروخية ضخمة عند الساعة 12:10 ظهر الإثنين (بتوقيت بيروت والقدس). الهجوم أسفر عن 6 إصابات في صفوف جنود الاحتلال، مما يجعله أحد أكثر الهجمات كثافة منذ بداية العدوان على لبنان.
 

ضربات دقيقة ومتنقلة
   في نفس الإطار، شنّ حزب الله هجوماً بسرب من الطائرات المسيّرة الانتحارية على تجمع لقوات الاحتلال في مستوطنة "أفيفيم"، حيث تمكنت المسيّرات من إصابة أهدافها بدقة.
وكان ذلك متزامناً مع استهداف مستوطنة "معالوت ترشيحا" في شمال الأراضي المحتلة بصلية صواريخ عند الساعة 11:30 صباحاً، ثم تبعه استهداف آخر لمستوطنة "غورن" عند الساعة 1:15 ظهراً.

أما على الجبهة الجنوبية وتحديداً في الأطراف الشرقية لبلدة مارون الراس الحدودية، التي تمثل الحافة الأمامية للبنان في مواجهة الاحتلال الصهيوني، استهدفت المقاومة تجمعاً لقوات من جيش الاحتلال في الساعة 10:30 صباحاً، باستخدام صواريخ، قبل أن تعيد الهجوم بعد ساعة باستخدام المسيّرات الانقضاضية.
وفي الساعة 12:30 ظهراً، جددت المقاومة القصف على نفس المنطقة باستخدام قذائف مدفعية.
 

إصابات ومخاوف داخل الكيان
   وتحدث الإعلام الصهيوني عن إصابة 6 جنود في مستوطنة "كرميئيل" نتيجة استهداف الحزب لقاعدة التدريب، مع سقوط صاروخ في مبنى مكون من 9 طوابق.

وأقرّت بعض وسائل الإعلام الصهيونية بإصابة أخرى في منطقة "شرقي عكا"، إثر سقوط صاروخ.
بالإضافة إلى ذلك، تحدث جيش الاحتلال عن إطلاق 50 صاروخاً من حزب الله نحو الجليل، مما يعتبره الإعلام الصهيوني واحدة من "أثقل صليات الصواريخ" منذ بدء العدوان البري على لبنان.

فيما يتعلق بالطائرات المسيّرة، انفجرت إحدى المسيرات في منطقة "أخزيف" قرب مستوطنة "ليمان" في الجليل الغربي، مسببة حريقاً كبيراً استدعى تدخل فرق الإطفاء.
جدير بالذكر أن انفجار المسيرة حدث دون تفعيل صفارات الإنذار في المنطقة، ما أثار تساؤلات حول جاهزية الأنظمة الأمنية للاحتلال الصهيوني.
 

التصعيد ونداءات الهدنة
   وضمن محاولات إقليمية ودولية للتوسط وفي ظل تصاعد العمليات العسكرية بين حزب الله وقوات الاحتلال، قالت وسائل الإعلام الصهيونية بتقدّم ملحوظ في مفاوضات وقف إطلاق النار.

وذكرت قناة "12" الصهيونية أن المجلس الوزاري الأمني المصغر قد وافق على مسعى لتسوية دائمة في لبنان، حيث تبادل الجانبان الصهيوني والأميركي مع لبنان مسودات اتفاق لوقف إطلاق النار. 

وأعرب نجيب ميقاتي، رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان، عن أمله في التوصل إلى هدنة، مؤكداً استعداد لبنان لتنفيذ القرارات الدولية وتعزيز وجود الجيش في الجنوب.

لكن هذه المحاولات جاءت في وقت يواصل فيه حزب الله توجيه ضربات مؤلمة لقوات الاحتلال، مشيراً إلى عدم جدوى محاولات الاحتلال الصهيوني تحقيق تقدم بري.
 

تصعيد صهيوني على لبنان
   وفي المقابل، شنت قوات الاحتلال غارات جوية على لبنان، أسفرت عن مقتل 41 شخصاً، بينهم 23 في غارة على بلدة "علمات" في قضاء جبيل شمال بيروت.

وتعليقا على اتجاه الكيان الصهيوني نحو توسيع العمليات البرية، قال اللواء فايز الدويري، الخبير العسكري، إن الاحتلال الصهيوني قد يوسّع من توغله البري في لبنان، مستهدفًا مناطق جديدة تتركز فيها تحركات حزب الله، وذلك عقب الاجتماعات العسكرية العليا التي أقرّت خططاً جديدة للتوسع العسكري في الجنوب.

وعن موقف حزب الله، وإصرار المقاومة على صدارة المواجهة، أكد محمد عفيف، مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله، أن المقاومة الإسلامية ما تزال تمتلك ترسانة قوية من الأسلحة رغم الادعاءات الصهيونية بشأن تراجع مخزونها.

وقال "عفيف" إن حزب الله لا يزال قادراً على صمود طويل في مواجهة جيش الاحتلال، مشيراً إلى أن المفاوضات أو الحراك السياسي سيكون ناتجاً عن صمود المقاومة على الأرض.

وشدد على أن الاحتلال الصهيوني لم يتمكن من احتلال أي قرية لبنانية رغم محاولاته المتكررة طوال أكثر من 50 يوماً من العدوان، مؤكدا أن جيش الاحتلال عاجز عن التقدم برياً في لبنان بسبب المقاومة الشرسة".