قالت لوسي ويليامسون,مراسلة بي بي سي لشؤون الشرق الأوسط، عبر تقريرها لموقع "بي بي سي" الانجليزي، عن أن توق الصهانية في فلسطين المحتلة إلى جولة ثانية من حكم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بات واضحا بعد إعلان فوزه، وأشار التقرير إلى جملة من التعليقات والمواقف التي أثببت ذلك التوجه.

وفي استطلاعها لآراء المستوطنين خارج بوابات القنصلية الأمريكية بالقدس المحتلة،قالت أن المستوطنين الصهاينة يتوقون إلى جولة ثانية مع دونالد ترامب.

قال رافائيل شور، حاخام يعيش في البلدة القديمة في القدس: "أنا سعيد للغاية. إنه (ترامب) يفهم لغة الشرق الأوسط".

وأضاف: "ستفكر إيران جيداً قبل أن تفعل أي شيء. أعتقد أنه لو كان انتخب الأمريكيون كامالا (هاريس)، لما كان هناك خوفاً في الشرق الأوسط من شن هجمات على أمريكا أو الاحتلال الصهيوني".

وكان رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، من أوائل من أعربوا عن تهنئتهم للرئيس الأمريكي المنتخب، وكتب تغريدة قال فيها: "تهانينا على أعظم عودة في التاريخ!".

وسبق أن وصف نتنياهو ترامب بأنه "أفضل صديق للاحتلال الصهيوني على الإطلاق في البيت الأبيض".

استطاع ترامب، خلال فترة رئاسته السابقة، أن يحظى بتأييد داخل الكيان الصهيوني بعد أن ألغى الاتفاق النووي الإيراني الذي عارضه الاحتلال، وتوسط في إبرام اتفاقيات تطبيع علاقات تاريخية مع عدد من الدول العربية، وتجاوز عقوداً من السياسة الأمريكية، وقاد المجتمع الدولي للاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال.

وقال مايكل أورين، سفير الاحتلال السابق لدى الولايات المتحدة، إن فترة ولاية دونالد ترامب الأولى كانت "نموذجية" بالنسبة للاحتلال الصهيوني.

وأضاف: "أتمنى أن يعيد هو النظر في ذلك. لكن لابد أن نكون واضحين للغاية بشأن من هو دونالد ترامب وماذا يمثله".

قال أورين إن الرئيس الأمريكي السابق "لا يحب الحروب"، ويرى أنها باهظة الثمن، كما حث ترامب الاحتلال الصهيونيعلى إنهاء الحرب في غزة بسرعة.

وأضاف أن ترامب "ليس من المؤيدين جداً" للمستوطنات الصهيونية في الضفة الغربية المحتلة، وعارض رغبة بعض القادة الصهاينة في ضم مناطق منها.

وقد تضعه كلتا السياستين في صراع مع أحزاب اليمين المتطرف في الائتلاف الحاكم الحالي لنتنياهو، والتي هددت بإسقاط الحكومة إذا سعى رئيس وزراء الاحتلال إلى سياسات ترفضها.

وعندما طُلب منه الاختيار بين المطالب الأخيرة لحليفه الأمريكي ومطالب شركائه في الائتلاف، كان نتنياهو أكثر ميلاً إلى اختيار ائتلافه.

يأتي ذلك في وقت اضطربت فيه العلاقة مع الرئيس الأمريكي الحالي، جو بايدن، بشكل حاد نتيجة لذلك.

ويعتقد أورين أن نتنياهو سيحتاج إلى أن يسلك نهجاً مختلفاً مع الرئيس الأمريكي القادم، مضيفاً: "إذا تولى دونالد ترامب منصبه في يناير، وقال: حسناً، أمامك أسبوع لإنهاء هذه الحرب، سيتعين على نتنياهو احترام ذلك".

 

وحسب التقرير؛ فقد أشارت استطلاعات رأي مؤخراً إلى أن ما يزيد على ثلثي الصهاينة يريدون ترامب مرة أخرى في البيت الأبيض، ولكن هنا أيضا، ثمة من يحذّرون من عدم القدرة على التنبؤ بتصرفاته ونهجه.

وقالت إحدى المستوطنات: "إنه سيجعل الوضع هنا أكثر غموضاً وأقل أماناً. أنا لا أثق به في الحفاظ على السلام. أعتقد بصدق أنه سيجعل الحرب أسوأ".

ويعتقد سفير الاحتلال السابق، مايكل أورين، أن هناك "إنجازات هائلة في المستقبل" إذا تعاون الكيان الصهيوني مع ترامب، بما في ذلك إمكانية التوصل إلى اتفاق سلام تاريخي مع السعودية وكبح جماح "النفوذ الإيراني".

وذكر التقرير أنه سيكون من الصعب على نتنياهو أيضاً التعامل مع مطالب وتنازلات تنطوي عليها هذه الأهداف الإقليمية.

جدير بالذكر أنه منذ فترة رئاسة ترامب السابقة، تراجعت الأصوات المعتدلة تجاه الزعيمين.

وقالت معدة التقرير أن: كثيرون من المستوطنين الصهاينة يتذكرون فترة ولاية ترامب الأولى بذكريات طيبة، لكن العلاقات قد تختلف جذرياً في المرة الثانية، كما أن الأداء السابق لا يضمن تحقيق مكاسب في المستقبل.

https://www.bbc.com/news/articles/cq6lm62vm7zo