رغم موجة الاستهداف الشديدة التي واجهتها النائبتان رشيدة طليب وإلهان عمر من جماعات ضغط مؤيدة للاحتلال الصهيوني داخل الولايات المتحدة، تمكنتا من الفوز بمقاعدهما في مجلس النواب الأمريكي.
وقد جاء فوزهما هذا وسط تحديات سياسية وضغوط كبيرة تركزت على مواقفهما الناقدة للسياسات الأمريكية الداعمة للاحتلال، وعلى رفضهما العلني لما يقوم به الاحتلال الصهيوني من ممارسات في الأراضي الفلسطينية، ولا سيما في قطاع غزة.
إعادة انتخاب طليب وعمر: رمزية النضال والأصالة
حققت رشيدة طليب، التي تُعد أول امرأة من أصل فلسطيني تُنتخب لعضوية الكونغرس، نجاحاً جديداً في ولاية ميتشيغان، حيث أعيد انتخابها لفترة رابعة، لتواصل مسيرتها كصوت قوي في قضايا العدالة وحقوق الإنسان.
وتعد طليب، التي لم تؤيد علنًا نائب الرئيس كامالا هاريس في الانتخابات الأخيرة، واحدة من النائبات اليساريات الأربع اللواتي يشكلن مجموعة "الفرقة" (The Squad)، والتي تعمل على إبراز قضايا الأقليات والطبقات المهمشة.
من جانبها، استرجعت إلهان عمر، النائبة ذات الأصول الصومالية واللاجئة السابقة، مقعدها في ولاية مينيسوتا لفترة ثالثة.
ويعتبر فوزها تأكيداً على استمرار دعم قاعدتها الانتخابية لقضاياها الجريئة المتعلقة بالعدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان، حيث اشتهرت بمواقفها الناقدة لسياسات الولايات المتحدة تجاه النزاع في الشرق الأوسط.
وتعرضت طليب وعمر لحملات انتقاد شديدة من جماعات الضغط المؤيدة للاحتلال الصهيوني، التي اعتبرت مواقفهما داعمة للفلسطينيين ومناهضة لسياسات الاحتلال في قطاع غزة، لا سيما بعد تصاعد الحرب على القطاع وسقوط أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين.
وانضمت طليب إلى زملائها التقدميين في الكونغرس، من بينهم كوري بوش وأندريه كارسون وإلهان عمر وسمر لي، في إرسال رسالة تطالب بتقديم تقرير حول الدور الأمريكي في النزاع، استناداً إلى قرار سلطات الحرب لعام 1973 الذي ينص على أن الكونغرس وحده يمكنه تفويض العمليات العسكرية خارج البلاد.