قتلت سلطات الانقلاب بالإهمال الطبي والتعذيب حتى نوفمبر من 2024 نحو 46 معتقلا وآخرهم المعتقل إيهاب مسعود إبراهيم جحا بعد 6 سنوات من الاعتقال والإهمال الطبي داخل محبسه في عنبر المزرعة بسجن طرة

ووثق حقوقيون خلال الشهور الماضية تدهور أوضاع الاحتجاز القاسية التي يُمارسها بحق المئات من المعتقلين المرضى وكبار السن بمعرفة ضباط الأمن الوطني.

وإيهاب مسعود إبراهيم جحا، 51 عامًا، استشهد داخل محبسه في عنبر المزرعة بسجن طرة، بعد تعرضه لجلطة في القلب. 

وإيهاب جحا، عضو سابق في حزب الاستقلال، وأمين الحزب المساعد في محافظة الغربية، من المعتقلين الذين تجاوزوا المدة القانونية للحبس الاحتياطي، منذ اعتقاله في 23 سبتمبر 2019 بتهمة "عضوية حزب الاستقلال" ونية التظاهر.

ورغم التدهور الملحوظ في حالته الصحية، إلا أن السلطات تجاهلت استغاثات زوجته المتكررة، بما في ذلك آخر مطالبة في سبتمبر الماضي، التي شددت فيها على ضرورة الإفراج عنه لضمان حصوله على العلاج اللازم. إلا أن تلك المناشدات لم تلقَ استجابة، لينتهي الأمر بوفاة جحا داخل السجن.

ووصفت زوجته حالته الصحية المتاخرة اثناء زيارته موخرا ،فبالرغم من المناشدات والاستغاثات العديدة  التى اطلقتها اسرته الا ان السلطات المصرية اصرت على قتله بمنعه من تلقى العلاج والدواء المناسبين واحتجازه  داخل ظروف احتجاز قاسية.
 
وقالت إن زوجها ايهاب مسعود الذى تدهورت حالته الصحية وعجز عن الحركة داخل محبسه؛ حيث إنه مريض بالسكري. 

وأُجريت له خلال فترة حبسه عملية جراحية لاستئصال كيس مياه على الرئة، وأخرى بالظهر. كما أُصيب أثناء حبسه بحروق شديدة في القدمين، مما أثّر سلبًا على حركته ووضعه الصحي، حتى بات غير قادر على الحركة والمشي، وكان يخرج لزيارة أسرته على كرسي متحرك.

   ورفضت سلطات الانقلاب إخلاء سبيله رغم المناشدات المستمرة واستمرت في احتجازه بالمخالفة للقانون، ليبقى في الحبس الاحتياطي للعام السادس، متجاوزًا الحد الأقصى لفترات الحبس الاحتياطي في ظروف احتجاز قاسية وهو زوج وأب لأربعة أبناء في مراحل التعليم المختلفة، كان يعمل مندوبًا للمبيعات قبل اعتقاله. 

وقالت (الشبكة المصرية لحقوق الإنسان) إن اعتقال إيهاب مسعود و حبسه احتياطيا لسنوات بالمخالفة للقانون ومرضه والاهمال الجسيم فى تلقيه الرعاية الصحية نموذجًا واضحًا وفاضحا لما يعانيه  الآلاف من المعتقلين السياسيين المحبوسين لسنوات طويلة احتياطيًا خارج إطار القانون، حيث ترفض السلطات القضائية المختصة إخلاء سبيلهم، وإن تم إخلاء سبيلهم، يتم تدويرهم على ذمة قضايا سياسية جديدة.

وحمّلت الشبكة المصرية سلطات الانقلاب المسؤولية الكاملة عن وفاته، وتحملهم مسؤولية حياة وأمن وسلامة آلاف المحبوسين احتياطيًا من كبار السن والطلاب الذين يعانون أشد المعاناة ولم يتم إخلاء سبيلهم.

ورغم أن حزب الاستقلال قد تم حله رسميًا في ظل الملاحقات الأمنية، إلا أن بعض أعضاءه ما زالوا قيد الاعتقال بتهم سياسية، حيث يقضون سنوات طويلة في الحبس الاحتياطي دون محاكمات عادلة، حتى أن بعضهم وافته المنية خلف القضبان، كما حدث مع إيهاب جحا وغيره من المعتقلين.