في وقت يشهد فيه العام الدراسي الجديد 2024 انطلاقته، تبدو مصر على حافة كارثة تعليمية حقيقية. فمدرسة التونسي الإعدادية للبنات، الواقعة في قلب القاهرة تحت إدارة الخليفة التعليمية، تقف اليوم شاهدة على حالة من الانهيار الكامل والشلل الواضح. التدهور التعليمي: مأساة يومية لم يعد تدهور مستوى التعليم مجرد شكوى من الأهالي، بل أصبح مأساة يومية تعيشها الطالبات وأولياء أمورهن. تعاني المدرسة من غياب تام للمدرسين، ونقص حاد في الكوادر التعليمية، إضافة إلى الازدحام الشديد داخل الفصول. تبدو حكومة الانقلاب في حالة صمت غير مبرر أمام هذه الكارثة، وكأن التعليم لم يعد من أولوياتها، رغم الوعود المتكررة بالإصلاح. عجز صارخ في المدرسين مع بداية العام الدراسي، كانت التوقعات تشير إلى حدوث تغييرات إيجابية على مستوى التعليم، لكن الأهالي صُدموا عندما واجهوا عجزًا كبيرًا في عدد المدرسين. المواد الأساسية التي تعد حجر الأساس في العملية التعليمية تكاد تكون بلا معلمين، فضلاً عن غياب المدرسين للمواد غير المضافة للمجموع، مما أدى إلى إرباك العملية التعليمية وتعطل الجداول الدراسية. ازدحام الفصول: تجاوز لكل الحدود يعاني الأهالي من ازدحام غير مسبوق داخل الفصول، حيث تصل كثافة الطلاب إلى مستويات غير مقبولة، رغم صدور قرارات وزارية تحدد الحد الأقصى لعدد الطالبات في الفصل الواحد بـ40 طالبة. هذا الاكتظاظ يجعل من المستحيل على الطالبات استيعاب المواد الدراسية بشكل فعال، ويخلق بيئة تعليمية غير صحية. تجاهل القرارات الوزارية يتضح التناقض بين ما تعلنه وزارة التعليم وما يحدث على أرض الواقع. القرارات الوزارية، التي كان من المفترض أن تحسن جودة التعليم، تبدو مجرد حبر على ورق. الفشل الإداري والبيروقراطي يُجسد في تجاهل احتياجات الطلاب وأهاليهم. استغاثات الأهالي: مطالبات بالتدخل العاجل لم يقف الأهالي مكتوفي الأيدي أمام التدهور المستمر، بل أطلقوا صرخات استغاثة تتزايد يومًا بعد يوم، مطالبين بضرورة توفير المدرسين وسد العجز الفاضح. لكن هذه الاستغاثات لم تلقَ آذانًا صاغية، مما يترك الأمهات والآباء في حالة من اليأس والقلق على مستقبل أبنائهم. وزارة التعليم: أزمة بلا حلول حقيقية على الرغم من إعلان وزارة التربية والتعليم عن خريطة زمنية دقيقة للعام الدراسي، فإن هذه الأرقام لا تعني شيئًا إذا استمرت المدارس في هذا الوضع المأساوي. فعدد أيام الدراسة الفعلية لن يكون ذا قيمة ما لم تتحقق جودة التعليم. مستقبل التعليم في مصر على المحك الوضع في مدرسة التونسي ليس حالة فردية، بل يعكس مشكلة أوسع تواجه العديد من المدارس في مصر. إذا استمر هذا الإهمال، فإن مستقبل التعليم في مصر يبدو قاتمًا. الحلول الترقيعية لم تعد تجدي نفعًا، والمطلوب الآن هو تدخل عاجل وجذري لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. السؤال المحوري: إلى متى سيتجاهل المسؤولون الأزمة؟ يطرح السؤال نفسه: إلى متى سيظل المسؤولون يتجاهلون هذه الأزمة؟ هل ينتظرون انهيارًا كاملاً لمنظومة التعليم قبل التحرك؟ لقد بات واضحًا أن الإصلاحات الشكلية لم تعد كافية، ومن الضروري وجود إرادة سياسية قوية لإنقاذ التعليم. ضغوط نفسية على الطالبات وأولياء الأمور تبقى الضحايا الحقيقيون لهذه الكارثة هم الطالبات وأولياء أمورهن. بين غياب المدرسين والازدحام، تعيش الطالبات حالة من التوتر الدائم. أولياء الأمور يواجهون ضغوطًا نفسية هائلة، حيث يرون مستقبل بناتهم على المحك.