أطلقت مجموعة من الأحزاب السياسية، الحركات الشبابية، ومنظمات المجتمع المدني، حملة توقيعات لإدانة الحادث الأليم الذي أودى بحياة 12 طالباً وأصاب 33 آخرين من طلاب جامعة الجلالة. الحادث وقع إثر انقلاب حافلة كانت تقل الطلاب على طريق الجلالة ـ العين السخنة، في 14 أكتوبر الجاري. جاءت هذه الحملة كجزء من دعوة أوسع إلى إصلاح شامل لنظام التعليم المصري لضمان مستقبل أفضل للطلاب.

العريضة الإلكترونية: دعوة للتغيير
في نص عريضة التوقيعات الإلكترونية، أشار الموقعون إلى أن "دماء طلاب جامعة الجلالة فضحت الواقع المأساوي لسياسات التعليم في مصر." وأكدت العريضة أن الحادث كشف عن الإهمال المتكرر في ضمان سلامة الطلاب، مع توجيه انتقادات شديدة لاختيار مواقع بعيدة وغير مهيأة لإنشاء الجامعات، مما يعرض الطلاب لمخاطر يومية على الطرق غير المؤمنة رغم التكاليف الباهظة التي يتحملها الأهالي.

مشكلة أعمق: تسليع التعليم
نبهت العريضة إلى أن الأزمة أعمق من مجرد حادث مروري، موضحة أن التعليم في مصر تحول إلى سلعة تدر الربح على حساب جودة الخدمات التعليمية. وصرّح الموقعون بأن المبدأ السائد الآن هو "من يدفع أكثر يتعلم أكثر"، دون تقديم خدمات تتناسب مع تلك التكاليف. وأشاروا إلى التدهور الملحوظ في المرافق التعليمية وغياب الخدمات الأساسية مثل النقل الآمن والسكن المناسب.

تحذير من تداعيات أكبر
وصف الموقعون الحادث بأنه "أكثر من مجرد مأساة مرورية"، فهو يعكس هشاشة نظام التعليم الجامعي في مصر، حيث تتكرر الحوادث دون اتخاذ إجراءات جادة لتحسين الأوضاع. وأكدوا أن غياب البنية التحتية الأساسية، كالمستشفيات الجامعية الفعالة، يجعل الطلاب عرضة للخطر المستمر، ويزيد من حجم المآسي الإنسانية التي يعانون منها.

مطالب الإصلاح
شدد الموقعون على ضرورة تحمّل المؤسسات التعليمية مسؤوليتها تجاه الطلاب وتوفير وسائل نقل آمنة وسكن جامعي ملائم، بالإضافة إلى توفير رعاية صحية فاعلة داخل الجامعات. كما طالبوا بإعادة النظر في سياسات اختيار مواقع الجامعات، ودعوا إلى وقف فوري لسياسات تسليع التعليم، مشيرين إلى أن التعليم حق أساسي يجب أن يكون متاحاً للجميع بأمان وجودة.

الأحزاب والمنظمات الموقعة
شملت العريضة توقيعات أحزاب سياسية مثل "العيش والحرية" (تحت التأسيس)، "الكرامة"، و"التحالف الشعبي الاشتراكي"، بالإضافة إلى منظمات طلابية مثل "طلاب من أجل فلسطين" وحركة "الاشتراكيين الثوريين".