أدان عدد من أعضاء مجلس الأمن الدولي، يوم الأربعاء، الحصار الإسرائيلي على المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، مما تسبب في مجاعة جماعية بين المدنيين الذين يعانون بالفعل، بحسب وكالة الأناضول.

واجتمع أعضاء مجلس الأمن لمناقشة الوضع في فلسطين، بناء على طلب البعثة الجزائرية لدى الأمم المتحدة.

وصف السفير الجزائري لدى الأمم المتحدة، عمار بن جامع، معاناة الناس في غزة بأنها "تفوق الخيال"، وذكر أن "الدوافع السادية للمسؤولين داخل السلطات الإسرائيلية لا تعرف حدودًا عندما يتعلق الأمر بتعذيب المدنيين الفلسطينيين ومعاقبتهم".

وأكد أن المدنيين لا ينبغي أن يكونوا هدفًا، مذكرًا بأن المدنيين محميون بموجب القانون الدولي وأن إسرائيل يجب أن تفي بالتزاماتها.

 وشدد على أن "تجويع المدنيين كأسلوب من أساليب الحرب محظور صراحة بموجب القانون الإنساني الدولي".

وقارن بن جمعة بين نجاح حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في غزة والخفض الكبير في توصيل المساعدات إلى قطاع غزة وداخله، وتساءل: "كيف يمكننا تطعيم هؤلاء الأطفال، ولكننا لا نستطيع إطعامهم؟ كيف يمكننا تأمين الشاحنات التي تنقل اللقاحات ولكن ليس تلك التي تحمل المواد الغذائية الأساسية؟".

وتابع: "الاستنتاج الحتمي هو أن هذا ليس ضررًا جانبيًا، بل سياسة إسرائيلية مدروسة عمدًا لتجويع الشعب الفلسطيني".

وأشار بن جمعة إلى أن إسرائيل "لا تستمع إلى أي شخص" بما في ذلك حلفاؤها، ودعا المجلس إلى استخدام "الأدوات لضمان تنفيذ قراره".

وأشار إلى أن "الوقت قد حان لاتخاذ إجراء".

 

 دعوة إلى العمل الجماعي

وأبرزت مبعوثة المملكة المتحدة باربرا وودوارد، من جانبها، "الصور المروعة التي أعقبت الغارة الإسرائيلية على مستشفى الأقصى داخل المنطقة الإنسانية التي حددها جيش الدفاع الإسرائيلي".

وأكدت وودوارد على نقص المساعدات إلى شمال غزة بسبب العراقيل التشريعية الإسرائيلية، وقالت: "نتوقع أن يشهد شهر أكتوبر أقل قدر من المساعدات التي تدخل غزة منذ بداية الصراع ... وهذا أمر غير مقبول".

وقالت: "يجب على إسرائيل أن تمتثل بشكل كامل للقانون الإنساني الدولي وتضمن وصول المساعدات الكافية إلى جميع أنحاء غزة"، معربة عن قلق المملكة المتحدة إزاء المبادرة  الإسرائيلية "التي تسعى إلى تقويض الأونروا، التي تشكل أهمية حيوية للاستجابة الإنسانية في غزة".

وفي الوقت نفسه، وصف مبعوث الصين فو تسونج الوضع في غزة بأنه "غير مقبول"، وطالب المجلس باتخاذ إجراء جماعي.

ودعا فو إسرائيل إلى الوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي، وأكد على أهمية وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).

 وقال: "الصين تعارض بشدة أي تشويه أو قمع للوكالة"، داعيًا المجلس إلى استخدام جميع الأدوات المتاحة "لضمان تنفيذ قراراته المعتمدة".

كما دعا فو الولايات المتحدة إلى الاستجابة لدعوة المجتمع الدولي ومجلس الأمن لوقف إطلاق النار.

وأشار إلى دعم الولايات المتحدة لإسرائيل منذ أكتوبر 2023، وقال إنها قدمت "مساعدات عسكرية بقيمة أكثر من 17 مليار دولار" لإسرائيل.

ولفت إلى أنه "في ظل الظروف الحالية، هل يساعد هذا العرض الواسع النطاق من الأسلحة في تحقيق أهداف قرارات مجلس الأمن؟ هذا سؤال يحتاج إلى دراسة جادة".

كما أعرب المبعوث الروسي فاسيلي نيبينزيا عن مخاوفه بشأن ما يسمى "خطة الجنرال" الإسرائيلية التي تهدف إلى "حصار إنساني وإخراج الناس من هذه الأراضي (قطاع غزة)".

وأعرب عن دعمه لوكالة اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، مذكّراً بأن قرار الولايات المتحدة بتعليق دعمها لوكالة المساعدات "يهدد بشكل نهائي أنشطة الوكالة".

وقال: "يبدو أن هذا هو بالضبط ما تحاول إسرائيل تحقيقه".

وندد نيبينزيا أيضاً بقرار الولايات المتحدة "بتزويد حليفتها في الشرق الأوسط (إسرائيل) بالأسلحة"، وزعم أن "الولايات المتحدة توفر غطاءً سياسياً، وتعيق أي محاولات من جانب مجلس الأمن لإنهاء الآلة العسكرية الإسرائيلية الوحشية".

وقال، إن مجلس الأمن لديه "الروافع والأدوات الضرورية" لاستخدامها.

وأضاف المبعوث الروسي: "كل ما نحتاج إلى القيام به هو الإرادة السياسية لوضع المصالح الجيوسياسية الضيقة جانباً في النهاية والمطالبة بوضوح وبشكل لا لبس فيه بوقف إطلاق النار الفوري".

https://www.middleeastmonitor.com/20241016-several-un-security-council-members-denounce-israels-starvation-of-people-in-gaza-demand-action/