تترقب الإمارات العربية المتحدة، مثل العديد من الدول الأخرى، نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية، حيث يمكن أن تؤثر بشكل كبير على العلاقات الدولية. لكن الترقب الإماراتي يرتبط بشكل خاص بعودة دونالد ترامب إلى سدة الحكم، ويتركز هذا الاهتمام حول صفقة شراء طائرات “F-35” الأمريكية. وفقًا لوكالة رويترز، فإن الإمارات تأمل في إحياء صفقة بمليارات الدولارات لشراء طائرات “F-35” الأمريكية. بينما لا تعارض إدارة ترامب بيع هذه الطائرات للإمارات، فإن إدارة بايدن قامت بتعليق بعض اتفاقيات بيع الأسلحة، بما في ذلك تلك المتعلقة بطائرات “F-35″، لمراجعتها بعد وصول بايدن إلى السلطة. تعود أهمية الصفقة إلى اتفاق عام 2021 الذي تم بعد اتفاقيات التطبيع بين الإمارات وإسرائيل، والتي توسط فيها ترامب. الإمارات ترغب في استكمال الصفقة التي تعثرت بسبب الشروط “المرهقة” والقيود التشغيلية المفروضة من إدارة بايدن، إضافة إلى القلق بشأن الحفاظ على التفوق العسكري لإسرائيل في المنطقة، كما صرح وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن. في 18 أغسطس 2020، أعرب رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو عن معارضة تل أبيب لبيع الطائرات للإمارات. لكن في أكتوبر من نفس العام، تراجع نتنياهو عن موقفه، وأكد أن إسرائيل لن تعارض بيع الطائرات. تواجه الإمارات أيضًا تحديات أخرى، مثل علاقاتها مع الصين، حيث وقع الطرفان اتفاقًا في 2019 يمكّن الإمارات من استخدام تكنولوجيا الجيل الخامس للاتصالات من شركة هواوي الصينية. الولايات المتحدة تخشى من أن هذه الشبكة قد تسهم في تجسس الصين على المعلومات المتعلقة بالطائرات الأمريكية المتطورة. إذا عاد ترامب إلى البيت الأبيض، فإن الإمارات ستسعى إلى تجديد الصفقة استنادًا إلى التزام ترامب بالاتفاق الذي تم التوصل إليه خلال فترة ولايته. في المقابل، إدارة بايدن قد لا تعد هذا الالتزام ملزمًا لها، مما يجعل عودة ترامب خطوة حاسمة للإمارات في إتمام الصفقة وضمان الحصول على الطائرات المتطورة. بينما تستمر الإمارات في الضغط للحصول على الطائرات، تظل إدارة بايدن حذرة بشأن الصفقة، وتضع شروطًا لضمان التفوق العسكري الإسرائيلي وتجنب تسرب التكنولوجيا إلى أطراف غير مرغوب فيها. باختصار، إن انتظار الإمارات لعودة ترامب إلى البيت الأبيض يعكس أهمية الصفقة بالنسبة لها ولإستراتيجيتها الدفاعية، والجهود المبذولة لتجاوز العقبات السياسية والتقنية لتحقيق أهدافها العسكرية.