شهدت العاصمة القطرية الدوحة الجمعة 2 أغسطس حدثا فريدا ليس أقل من الحدث الرياضي في كأس العالم والذي زاد من إبرازها دوليا وعربيا ومحليا، حيث الحدث كان جنازة حاشدة هادئة لرئيس حركة حماس ومسؤول مكتبها السياسي.

الحدث كتب عنه أحد من عاش في قطر لسنوات فتناوله من حيث ما عايشه في الدولة من فزعة بدأت بأمير البلاد الشاب الخلوق تميم بن حمد آل ثاني ووالده الأمير الوالد ورئيس الحكومة محمد بن عبدالرحمن وكيف أن الجميع تحرك وكأن من رحل فرد من أفراد عائلته.
 

الدكتور يحيى غنيم خص هذا المشهد اللافت والذي تابعه العالم ب 8 فوارق تضاف إلى فزعة القطريين لجنازة أحد أبرز ضيوفها.

وعبر @YahyaGhoniem أشار إلى أن شخصيات مصرية مُقدَّرَةٌ ومحترمة تطلب منى أن أُقَدّم الشكر والعرفان لقطر حكومة وشعبا عرفانا لما قدمته فى حادثة استشهاد السيد إسماعيل هنية وألحت علىّ أن أوصل هذه الرسالة لأهلها وأميرها!

مواقف أخلاقية

وأوضح من خلال منفذه الافتراضي على وسائط التواصل؛ المواقف الأخلاقية التى قدمتها قطر للمقاومة الفلسطينية عامة ولحركة حماس خاصة فى موقفها هذا.

ال8 مواقف أو فوارق عن غيرها بدأت بأن:

- أوقفت قطر آلتها الإعلامية على حرب غزة منذ قيامها فقد أوقفتها على حادثة استشهاد إسماعيل هنية منذ حدوثها، وكأنها تودع أعظم زعماء الأمة وهو كذلك.

- بينما جَبُنت كل دول العرب على استقبال جثمان الشهيد ميتا ؛أصرت قطر على احتضانه ميتا كما احتضنته حيًّا ومجاهدا.

- إستقبلت قطر كل المعزيين من إخوان هنية أيًّا كان موقفهم الدولى بلاممانعة أو حرج.

- حضر أميرها الشاب الخلوق صلاة الجنازة عليه ومعه الأمير الوالد ورئيس الوزراء الحالى والسابق ناهيك عن كل الطاقم الحكومى والشعبى.

- لك أن تعلم أن الحضور الشعبى لجنازة الشهيد من قبل المواطنين والمقيمين لم يسبق له مثيل فى التاريخ القطرى، حتى أن واحدا مثلى لم يستطع الوصول إلى المسجد والصلاة مع المصلين على الشهيد لأن الطرقات قد أغلقت قبل المسجد بثلاثة كيلومترات على الأقل.

- أعلن الأمير تميم أنه صاحبُ الجنازة وأهلُ الشهيد فلم يلبس عقاله- كأعراف أهل المتوفى هنا- وشوهد حزينا وهو صاحب الوجه الضحوك.

- دُفِنَ الشهيد بمقابر الأسرة الحاكمة فى مقبرة الإمام المؤسس ب لوسيل، ولم يدفن بالمقابر العمومية حيث يدفن الكثير من الناس منهم على سبيل المثال العلامة القرضاوي وأبو التاريخ الدكتور الجوادى.

- أقيم العزاء بقطر لثلاثة أيام مُبتَدأً بالأمير، وحضره رجالات السياسة والأحزاب والجماعات من كل أنحاء العالم عربا وعجما، شرقا وغربا، يتكلم كل منهم برثاء الشهيد ولعنة قاتليه كما يريد دون حرج ولاتقييد.

- ويعلم الله أنى حضرت عزاء الأمير الجد(الشيخ خليفة) وحضرت عزاء الشهيد هنية فمارأيت اهتماما وعناية وحدبا من قطر مثلما رأيت فى عزاء الشهيد هنية من حيث التأمين والإهتمام بالمعزيين وإظهار التكريم والتبجيل للراحل والحاضرين.

- حمى الله قطر وشعبها وأميرها وأدامها للأمة ذخرا وللمظلومين حصنا، فإنما تقاس الدول بأفعالها وأخلاقها ومواقفها فى ساعة العسر واليسر وليس بحجمها وتعدادها.
 

https://x.com/YahyaGhoniem/status/1819802799733174348

الداعية خالد حمدي على فيسبوك شكر قطر أيضا وقال: "قل عن قطر ما شئت، لكن لن تجد مثل هذا المشهد، أن يحضر رأس الدولة للصلاة على رأس المقاومة الفلسطينية بدون عقال فهذه تعني الكثير تعني أنه صاحب العزاء .. هذا ما نراه ظاهراً، والبواطن يعلمها الله.. المشهد الثاني جنازة_تليق_به. كانت جنازة تليق بمثله.. ".


وأضاف، "تأخرت في الخروج إليها إلى ما قبل الجمعة بساعة… فقدر الله أن تغلَق الطُّرق على السيارات، وتفتح للمشاة.. وعلى مسافة كيلومترين تقريبا مشيناها إلى المسجد..لا تلتفت يمنة، ولا يسرة إلا وتجد الناس يملؤون الشوارع المؤدية إلى المسجد…عرب وعجم، رجال ونساء وأطفال..كلهم يريدون الصلاة على الرجل..".

وتابع: "ورغم أننا في شهر أغسطس، وما أدراك ما أغسطس في الخليج، إلا أن الرطوبة خلت من الجو، والنسائم الباردة كانت تداعب وجوهنا كل حين.. لم أقف حائرا أمام ما رأيت من جموع ودموع..فالقبول هبة الله… يلقيه في قلوب الخلق، وإن لم يفهموا لغة هذا المحبوب. أو يلتقوا به ولو مرة!! والفقيد كان آية في القبول.. يقدره الخصم حتى وإن لم يحبه، ويشعر نحوه بالطمأنينة التي تنساحُ من بشاشة وجهه!!".


وأشار عن العلاقة بين هنية والقطريين، إلى أن اليوم الجنائز أثبتت "أن الذين فقدناه لم يكن إلا محبوبا من الخلق، وأحسبه محبوبا كذلك من الخالق…فالناس شهداء الله في الأرض.. رحمة الله عليك وبركاته عليك يا أبا العبد، وعلى رفيقك وسيم، وعلى إسماعيل ال/غول، ورامي الريفي، وعلى كل من نعلم ومن لا نعلم من الشهداء… يكفي أن الله يعلمهم".