رصد مركز النديم لتأهيل ضحايا العنف والتعذيب 11 وفاة في سجون مصر ومقار الاحتجاز المختلفة فيها، خلال شهر يونيو/ حزيران الماضي، أمّا أسباب وفيات السجناء فمعظمها نتيجة الإهمال الطبي المتعمّد أو ارتفاع درجات الحرارة أو اكتظاظ غرف الاحتجاز، وذلك من ضمن 295 انتهاكاً مختلفاً لحقوق الإنسان في يونيو.
وبحسب "أرشيف القهر" الذي أصدره مركز النديم، اليوم الاثنين، استناداً إلى توثيقه الشهري الحديث عن شهر يونيو 2024، رصد المركز في سجون مصر ثلاث حالات تعذيب، و15 حالة تكدير فردي، و11 حالة تكدير جماعي، وتسع حالات تدوير متّهمين على ذمّة قضايا جديدة، وثماني حالات إهمال طبي متعمّد، وعشرين حالة إخفاء قسري، و149 مخفيين قسراً ظهروا بعد مدد متباينة من الإخفاء، و24 حالة عنف من الدولة.
وعن حالات الوفاة في سجون مصر ومقار الاحتجاز المختلفة فيها، أفاد مركز النديم، في "أرشيف القهر"، بأنّ المتوفى الأول هو محمد عسكر (40 عاماً) الذي قضى نتيجة أزمة قلبية في سجون جمصة بالدقهلية (شمال). أمّا المتوفى الثاني فهو شهاب أحمد كحلة (25 عاماً) الذي قضى في قسم شرطة إمبابة بالجيزة (شمال)، نتيجة سوء أوضاع الاحتجاز. ويُعَدّ مكي مصطفى مكي (22 عاماً) المتوفّى الثالث، وذلك في قسم شرطة أول أسيوط (جنوب) حيث كان موقوفاً على ذمّة تعاطي مخدرات، وقد قضى نتيجة ارتفاع درجة الحرارة وانتشار التدخين ودخوله في غيبوبة.
وبحسب "أرشيف القهر" لشهر يونيو 2024، فإنّ المتوفى الرابع هو السجين السياسي ناصر صابر عبد الرحمن في سجن بدر 3 بمدينة العاشر من رمضان في محافظة الشرقية، نتيجة الإهمال الطبي. وبالنسبة إلى الحالة رقم أربعة، فتعود إلى سجينة جنائية من الجنسية الروسية لم يُذكر اسمها ولا سنّها، أقدمت على الانتحار في سجن العاشر من رمضان نتيجة تدهور ظروف الحبس وكذلك حالتها النفسية. أمّا المتوفى السادس فسجين سياسي لم يُذكَر كذلك اسمه ولا سنّه، قضى في قسم شرطة حلوان (جنوبي القاهرة) نتيجة ظروف الاحتجاز وارتفاع درجات الحرارة.
وتابع مركز النديم، في "أرشيف القهر"، أنّ المتوفى السابع هو السجين السياسي أحمد الصياد (40 عاماً) في سجن بدر 1، والثامن هو السجين السياسي ثروت شديد الذي لم تُذكَر سنّه وقد توفي في سجن بدر نتيجة الإهمال الطبي. وأمّا المتوفى التاسع فهو أحمد بعرة (31 عاماً) في قسم شرطة كفر الدوار بمحافظة البحيرة (شمال) نتيجة التعذيب، والعاشر هو أحمد مرسي السعودي الذي لم تُذكر سنّه وقد توفي في قسم شرطة كفر الدوار في البحيرة نتيجة الإهمال الطبي وظروف الاحتجاز. وبالنسبة إلى الأخير، رقم 11، فهو السجين السياسي سمير يونس صلاح (67 عاماً) الذي توفي في سجن دمنهور في البحيرة نتيجة الإهمال الطبي المتعمّد.
تجدر الإشارة إلى أنّ مركز النديم يصف أشكال التعذيب التي يرصدها في تقاريره، سواءً الفردي أو الجماعي، في سجون مصر ومقار الاحتجاز المختلفة فيها، بأنّها تتنوّع ما بين "الضرب والنقل إلى زنزانة انفرادية بالقوّة، والسحل والصعق بالكهرباء في أماكن مختلفة وحساسة في الجسم، وربط الأيدي من الخلف والتعليق بالأرجل، ورمي البراز في الوجه وعصب العينَين".
ومن بين أشكال التكدير الفردي أو الجماعي في سجون مصر ومقار الاحتجاز المختلفة فيها، "الحرمان من التعيين (طعام السجن)، وقطع المياه لأيام، ومنع الزيارات لسنوات، وتقليص وقت الزيارة ومحتوياتها من طعام ومستلزمات إلى الحدّ الأدنى، ومنع دخول العلاج والملابس، بالإضافة إلى حلق الشعر عنوة، والضرب الجماعي، ومنع التريّض والخروج من الزنازين، وحبس أعداد كبيرة في زنازين مكتظة".